Get Mystery Box with random crypto!

الهوية الهجينة والمسلم المعاصر لعل أكبر مصابٍ مني به العالم ا | السبيل

الهوية الهجينة والمسلم المعاصر

لعل أكبر مصابٍ مني به العالم الإسلامي كان بانهيار وحدة المسلمين، وتفرّقهم وضعفهم، فقد فتك الاستعمار بهم فتكاً، وغرق العالم من بعدهم بالحروب والعنصريّة والانحلال، وأصبحوا غرباء حتّى في أوطانهم، وتشتّت الكثير منهم في أقطار الأرض.

لقد كان لانتهاء الحرب العالميّة الثانية أثر كبير في استقطاب فقراء المسلمين وأثريائهم –على حد سواء- إلى أوروبا، بهدف إعادة الإعمار وتدوير عجلة الصناعة، فاحتاجوا للعمالة رخيصة اليد من بلاد المسلمين والدول الفقيرة، مستغلّين معاناتهم من مراحل الاستعمار، كما أنهم لم يلقوا بالاً لدينهم، فإذ بهم يتفاجؤون بالإسلام ينتشر بينهم، وتقام المساجد والمنظمات الإسلاميّة على أراضيهم، فبدأ الخوف ينتشر بينهم من أسلمة أوروبا والعالم، ليكتشفوا أنّ هناك فجوة بينهم وبين المسلمين الذين يعيشون ويتربّون بينهم.

أظهر مشروع أبحاث لجامعة برلين سميّ Heymat -أي نماذج الهوية الأوروبية الإسلامية الهجينة-، والذي أقيم لدراسة حال شبان وفتيات الجيل الثاني والثالث للمهاجرين المسلمين إلى ألمانيا، وجودَ مشكلةٍ في اندماج الكثير منهم، فهم لا يشعرون بانتمائهم لألمانيا ولا لموطن آبائهم، ممّا أدّى ببعضهم إلى رفض الاندماج في المجتمع الذي تربوا فيه تماماً، فلجأ بعضهم للعنف والتطرّف أو المخدّرات كطريقةٍ للتّنفيس عن معاناتهم وانكسارهم النفسي.

صنّف البحث هويات المهاجرين ضمن هويّتين واضحتين بين الشباب، فأكثرها ظهوراً هي الهويات الهجينة (Hybrid identity) * وتعني شخصاً يحمل ثقافتين أو أكثر، يظهر كصورةٍ جديدة مهجّنة، تشكّلت من تلاصق قطعٍ من أوراق أصليّة مختلفة، لتضيع ملامحها، فلا يميّز أيّهما هو الأصل وأيّهما الفرع.

أما الإسلام الحداثي (Neo islam) وهي الهويّة الثانيّة، فقد كانت محاولةً لصنعِ هويّةٍ خاصّة بالفرد من أصول مهاجرة، عن طريق المحافظة على بعضٍ من هوية الدين الإسلامي التي ورثها كعادة وعرف عن أهله، إلى جانب خضوعه لسياسة الأغلبيّة في ألمانيا حتّى يتمّ قبوله في مجتمعه ومحيطه، ولا يوجد سمات موحّدة لهكذا هويّة، فكلّ فردٍ يجد هويته الخاصّة به، لنجد منهم مثلاً المسلم (الكيوت) والمسلم (المغنّي) إلى المسلمة (الفيمينست) والمسلم الذي يدعو للتطبيع مع أفعال قوم لوط.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "حياة المَهجر.. بين الثبات وضياع الهوية!" يقلم: هبة الله البغدادي البارزي
https://bit.ly/31oVj9f