Get Mystery Box with random crypto!

ديكتاتورية التنميط والانتشار رغم أن المنهج العلمي يرفض مناقشة | السبيل

ديكتاتورية التنميط والانتشار

رغم أن المنهج العلمي يرفض مناقشة أي كلام غير مبنيٍّ على الملاحظة، فكذلك يبدو –لي على الأقل-أن مناقشة نظريات الإلحاد والتطور أقرب للعب بالمطّاط، فإعادة تأليف السيناريوهات شيء ممكن للغاية، وكذلك تحريف المقالات كل بضع سنين وإطلاق العنان للخيال كي نوفر للطبيعة ظروف معيّنة لتحقّق التطور وإمكان العشوائية في إنشاء الحياة عن طريق التفاعلات الكيميائية! إلا أننا هنا أمام قرار إلحادي مسبَق يلقى دعمًا هائلًا وشعوًرا بالحاجة الماسة للعثور على أي تفسير علمي –ولو كان زائفًا- يدعمه.

نحن أمام دكتاتورية في فرض اعتقادات معيّنة على الناس، هذه الدكتاتورية نشرت ذلك الهراء في كل كتب الكيمياء والأحياء حتى يكون تصديقه سهلاً وفرضًا على كل طالب لتلك العلوم، وإن لم تصدقه فليس أسهل من أن توصف بأنك متخلّف ورجعي تتبنّى معتقداتك الدينية على الحقائق العلمية!

إننا أمام ملايين الشباب ممن فقدوا هويتهم الإسلامية بسبب غسيل العقول المنصب عليهم، الغسيل الذي اجتمع عليه الغرب والمتغرّبون، حيث يقنَعون بأن الغرب ونظرياته المسيطرة محض علم دون إلحاد.

إن الكثير من المجتمعات العلمية اليوم تحظر انتقاد تلك النظريات الخاطئة، وربما تضع مستقبلك المهني والأكاديمي على المحكّ فتحرَم من الدخول والمشاركة في الأبحاث العلمية لا لشيء إلا أنك تحترم عقلك ولا تنساق خلف هراء العلم الزائف، فقد أصبح ادعاء العلم الرصدي التجريبي وسيلة لنشر معتقدات وأيديولوجيات معينة، وما دمنا نتعامل مع مئات الأفلام الوثائقية وملايين الكتب حول العالم الناشرة لهذا الهراء فأنت لا تتعامل مع مجتمع علمي ينشر علمًا زائفًا أخطأ في نشره، بل إنك تتعامل مع دين يتم الترويج له باسم العلم. فهي مسألة حرب عقائدية وغسيل عقول وليست أمانة علمية تستحق المناظرة والجدال.

إن من أعظم آليات غسيل العقول استغلال جهل الناس بتلك المسائل، فترى فيلما وثائقيًّا يمر على مناطق شائكة مليئة بالأخطاء العلمية في بضع ثوان، وكأنه شيء بسيط للغاية، فتراهم يقولون عبارات مثل (تم إنشاء بروتين عن طريق تفاعلات كيميائية) فقط، وهكذا بكل بساطة ينتقل إلى الموضوع الذي يليه، وكأنه يصنع كعكة إسفنجية اقتبس وصفتها للتو من قناة طبخ! كل ذلك ليخدع العامة أن المسألة بسيطة جدًّا.

أما في كتب العلم، فإنك لا ترى كتابًا في الكيمياء أو الأحياء إلا ويقدّم مسألة الخلية الأولى تلك وكأنها من مسلّمات العلم، إلا أن حبكة الدراما تختلف حسب ميول هوى المؤلف، فتراهم يقولون مرة إنها نشأت في محيط عميق، ومرة بجوار بركان ساخن، ومرة في بركة ساكنة، إلى آخر تلك الخيالات.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "لماذا لا تفسّر نظريات الإلحاد وجود الكون؟" بقلم د. عبد الله حاتم
https://bit.ly/3paxezU