Get Mystery Box with random crypto!

لا بد أن النفس تتأرجح يمينًا ويسارًا، فهي بحاجة إلى التنقية ال | السبيل

لا بد أن النفس تتأرجح يمينًا ويسارًا، فهي بحاجة إلى التنقية اليومية والمجاهدة والصبر بعدم مجاراة الهوى إلى ما يتعارض مع القيم والمبادئ التي أوردها كتاب الله واستفاضت فيها سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فما هي صفات التربية الإيمانية للنفس.

إن أولى تلك الصفات هي تحمُّل المسؤولية؛ حيث إن الاعتماد على النفس في تحمّل تبعات أعمالها يجعلها أبعد عن الانسياق واتباع من هبّ ودبّ، فالاتباع الأعمى –بنظرةٍ إجمالية- لا يحقّق سوى الاتكال والتهاون مع النفس فيما يفسد صلاح دنياها وفلاحها في الآخرة.

بالرغم من ذلك فإن القرآن يحث المؤمنين على التوسّط وعدم الإسراف في ادعاء تحمّل المسؤولية، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة:105]، فالإنسان مطالب بتوظيف طاقاته الفكرية والاجتماعية والمالية في صلاح الأمة وخدمة الإسلام إلا أن الفشل –بعد أداء ذلك- يجب دراسته من جوانب كثيرة وليس من جانب لوم النفس وتحميلها المسؤولية وحدها.

أما ثاني تلك المبادئ فهو التحلي بالأخلاق الحميدة، فالنفس حين تلتزم بالقيم والأخلاق الفاضلة فإن ذلك يسهم في تزكية النفس وتطهيرها عما ينافي الفطرة السليمة، والمراد من ذلك تمكن الناس من الهدى في أصل الجبلة، والتهيؤ لقبول الدين، فلو تُرِك المرء عليها لاستمر على لزومها، ولم يفارقها إلى غيرها، لأن حسن هذا الدين ثابت في النفوس، وإنما يعدل عنه لآفة من الآفات البشرية كالتقليد.

في ختام هذه المبادئ لا بد أن تكون النفس واثقة بعزتها ولا يكون ذلك إلا بالافتخار للانتماء للإسلام، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقين: 8]، وقد نُقِل عن عمر الفاروق –رضي الله عنه-قوله: “كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله” وينبغي التنبه إلى أن عزة النفس لا تعني الإعجاب بالحسب والنسب والافتخار بسفاسف الأمور وأمراض القلوب، وإنما فقط بالانتماء للدين الذي هو الرفعة والعزة والكرامة للإنسان أينما وجد.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "التربية الإيمانية للنفس البشرية" بقلم براء محمود حامد
https://bit.ly/3vpEaKw