2024-06-25 15:18:01
#تعلم_عقيدتك 59
أشراط الساعة: العلامات الكبرى نزول عيسى عليه السلام :فقد دلت السنة ، وأجمعت الأمة على أن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان قرب الساعة ، أثناء وجود الدجال ، فيقتله ، ويحكم بشريعة الإسلام ، ويحيي من شأنها ما تركه الناس ، ثم يمكث في الأرض ما شاء الله أن يمكث، ثم يموت ، ويصلي عليه المسلمون ، ويدفن ، وقد ورد بذلك أحاديث صحيحة كثيرة ، تقدم بعضها ،فيجب على كل مسلم أن يصدق به ، وأن يعتقد بما أخبر به كتاب ربنا من أن عيسى عليه السلام لم يقتله اليهود وإنما رفعه الله إليه ، وأنه لن يموت حتى ينزل قبل قيام الساعة ،
فقد قال سبحانه وتعالى :(وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا {1} بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما {2} وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا)
[سورة النساء 157 - 159]
.
فانظر إلى قوله تعالى (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) وفى تفسير قوله تعالى : (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته)
قال ابن كثير : ( قال ابن جرير : وأولى هذه الأقوال بالصحة القول الأول ، وهو أنه لا يبقى أحد من أهل الكتاب بعد نزول عيسى عليه إلا آمن به قبل موت عيسى عليه السلام ولا شك أن هذا الذي قاله ابن جرير هو الصحيح لأنه المقصود من سياق الآي في تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه وتسليم من سلم لهم من النصارى الجهلة ذلك ، فأخبر الله أنه لم يكن الأمر كذلك ، وإنما شبه لهم ، فقتلوا الشبه ، وهم لا يتبينون ذلك ، ثم أنه رفعه إليه ، وأنه باق حي ، وأنه سينزل قبل يوم القيامة كما دلت عليه الأحاديث المتواترة .. فيقتل مسيح الضلالة ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، فأخبرت هذه الآية الكريمة أنه يؤمن به جميع أهل الكتاب حينئذ ولا يتخلف عن التصديق به واحد منه...)
ومن الأحاديث الواردة فى ذكر نزول عيسى عليه السلام ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم . حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها. والأحاديث فى هذا كثيرة صحيحة
قال القاضي عياض : ( نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك ، وليس فى العقل ولا فى الشرع ما يبطله ، فوجب إثباته، وأنكر ذلك بعض المعتزلة ومن وافقهم ، وزعموا أن الأحاديث مردودة بقوله تعالى (وخاتم النبيين) وبقوله صلى الله عليه وسلم (لانبی بعدی) وبإجماع المسلمين ، أنه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم وأن شريعته مؤبدة إلى يوم القيامة لا تنسخ ، وهذا استدلال فاسد ، لأنه ليس المراد بنزول عيسى عليه السلام أنه ينزل نبيا بشرع ينسخ شرعنا ، ولا في هذه الأحاديث ولا في غيرها شي من هذا ، بل وضحت هذه الأحاديث انه ينزل حكما مقسطا يحكم بشرعنا ، يحكم من أمور شرعنا ما هجره الناس.
يتبع إن شاء الله.....
(#كتاب_الإيمان لأبي نعيم محمد ياسين) رحمه الله
خدمــة الحـويني الدعـوية على التلجرام
https://t.me/Alheweny
7.8K viewsedited 12:18