Get Mystery Box with random crypto!

_أحد عشر عاما ١٥/٣/٢٠١١ أكتُب على ورقةٍ أسرِقُها كلّ مساءٍ م | ٠٠:٠٧

_أحد عشر عاما
١٥/٣/٢٠١١

أكتُب على ورقةٍ أسرِقُها كلّ مساءٍ
مِن دفتر أخي الصغير
عن وطنٍ أضيقَ من تابوتٍ
كلّما استنجد به أبناؤه مشى بهم حافيا إلى المقابر.

أكتبُ عن عائلةٍ تخاف أن يفضَح الفقرُ هدوءها
تُغلِق أبوابها
كلّ يومٍ في وجهِ الجوع
ويسكنون..
لكنّه في كلّ مرّةٍ يجدُ مكانه بينهم على الطاولة.

مُنذ عشرة أعوامٍ وحتّى الآن
نستيقظُ في الليل أنا وإخوتي لنبكي في أسرّتِنا
حينَ يتسلّل إلينا من تحتِ الباب
صوتُ أبي وهو يهمِسُ في صلاتِه
"ربِّ اغفر لي ولأبنائي الجائعين"

أكتبُ على ورقةِ أخرى أسرِقُها
أسماءَ الرِفاق الذين ضيّعتُهم في الحرب
وذبحهُم الجنود.
أكتبُ كأنّي أناديهم
تعالوا
وأعضُّ على أصابعي
أكتُب أكتبُ
ثمّ مِثلهم أموت.

أكتبُ عن عاشقٍ فاشلٍ
يحبُّ امرأةً لا تتحرّك من وراءِ نافذتِها
يرمي لها رسالةً كلّ مساء
ثمّ لا تجيبُه!
فيقولُ لصديقه "ليس ذنب الطين أنّها لا تُريد"

أكتبُ عن نفْسِ صديقه الذي يعلمُ بأنّ المرأة وراءَ النافذة
ليست إلّا ظلّ شجرة زينة واقِفة
ويُشفِقُ عليه!

أكتبُ عن طفلٍ عُمره عشر سنوات
يمسحُ دموعه وهو عائدٌ من المدرسة
وبّخَه أستاذه..
لأنّه لم يجد في دفتره الوحيد
ورقاً ليكتب عليه واجبه
وأبكي!

_أنور الصالح|