2022-07-30 12:52:47
#قرأتُ اليومَ خبرَاً عَجيباً ، والدُ طفلٍ يَعفوْ عن السائقِ الذي دهسَ ابنَه مقابلَ أن يحفظَ سورةَ البقرةِ ..
فما لبثتُ إلا أنْ كلمتُ والدَ هذا الطفلِ مُعزياً على هَذا المصابِ الجللِ ، لأسمعَ منه كلاماً من شغافِ قلبه طرق به الآذان وأوجع به القلوبَ والأبدانَ ، #فعلمتُ أن سورةَ البقرةِ هي نهاية الحكاية والمطاف ، وليست القصة بكاملها وكامل تفاصيلها وإنما هي غيضٌ من فيضٍ ..
فأمّا الحكايةُ أسردُها على عَجلٍ والفؤادُ في وجلٍ ..
يُحدثُني والد هذا الصبيِّ وأحسبُه من أهل القرآن والصلاح ،
قائلاً : تزوجتُ من بيتٍ قوامُه القرآن فكان الصداق والمهرُ حفظَ آياتٍ من القرآن ، ثم قدّر الله لي بزفافٍ أسستُ بنيانَه على تقوى من الله ، ثم لبثتُ بُرهةً من الزمنِ و لم يكرمني اللهُ بالبنين ولا بالولد ..
#فطفتُ بين المراكز والأطباءِ وأهلُ الخبرةِ والجَلدِ ، فرأيتُ النبي (صلى الله عليه وسلم ) ، ذاتَ ليلةٍ فقال لي : إذا أردتَ البنين فعليك بقول الله ( فقلتُ استغفروا ربكم إنه كان غفاراً ) ، فلزمتُ الاستغفارَ ، ثم جاء شهرُ القرآن - شهر رمضان- فإذا بالبُشرى تُزفُّ إليّ زفاً بأنّ الرؤيا قد تحققت والزوجة أكرمها الله بالحمل ..
#يقول : فجعلتُ غذاء هذا الجنين القرآنَ بكرةً وعشياً ، فتشبّعَ الجنينُ بماء القرآنِ و زمزم ..
ما هي إلا تسعةُ أشهرٍ فجاء البشيرُ بالولد فأسمعتُه آيات القرآن مباشرةً لتكونَ البداية مع القرآن الكريم..
#ثم أردفَ قائلاً : عشتُ معهُ خمسَ سنواتٍ ، كانت مع القرآن وفي حلق الذكرِ و رياض المساجد ..
#فلما بلغَ السعي معه سجلَه في إحدى الرياض التي تعتني بالقرآن وتهتمُّ به أيّ اهتمامٍ ، فغدا يداوم على القرآن في كلّ وقتٍ وحينٍ قد وهبتُه لله ولكتابه ..
#أصبح يُرتلُ ويحفظُ ويُجوّد و يحفظ الآيات والسور إلى أن تبقّى له أجزاءً بسيطة من القرآن ( سورة البقرة) ،
فقلبتُ في خاطري صفحات التاريخ فوجدت الشافعيَّ ( رضي الله عنه ) قد حفظَ القرآن في سنِّ التاسعة من عمره ..
#وما وجدتُ أحداً قد حفظ القرآنَ في الخامسةِ من عمره ، فيا لله عن هذه الهبة التي أكرمها الله له ..
#يقولُ صاحبي : في يوم الفراق كنتُ أنتظرُ إيابه من الروضةِ ، فسمعتُ صوتاً هزّ وجداني فخرجتُ مسرعاً ،
لأجد ابني مُسجى على الأرض يلفظُ أنفاسه الأخيرة والقرآنُ بين يديه فنظر إلى والده ليخبره أنه قد أنجز حفظ اليوم ، ولكن القدر كان أسرع من ذلك ..
#ثم تنهّد تنهيدةً وقال : ما صبّرني أنّي رأيت رسولَ اللهِ بعدَ وفاةِ ابني مُصبراً لي في المنام .
#وهذه جُلُّ الحكاية أسردها كتابةً و ما سمعتُه من أبيه أبلغُ ، يعجزُ اليراعُ عن التعبيرِ عنه .
#فسبحان الله كيف كانت بداية حياته مع القرآن وكيف انتهت مع القرآن ، أسأل الله جل وعلا أن يعظمَ أجر أخي محمد القططي و أن يلبسه تاج الوقار و يأخذ بيده سِراعاً إلى الجنّة ..!
منقول عن الاستاذ أ. أحمد مخيمر
14 viewsGhaida764.m, 09:52