2018-12-16 02:41:45
سورة يوسف
• ترتيبها: ١٢
• عدد آياتها: ١١١ آية
• مقصدها: الوعد بالتمكين بعد الابتلاء المبين، تثبيتًا ووعدًا للنبي صلّى الله عليه وسلّم وللمؤمنين.
تفسير صفحه
٢٤٦
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون﴾
[يوسف: ٨٧]
قال لهم أبوهم: يا أبنائي، اذهبوا فتعرفوا من أخبار يوسف وأخيه، ولا تقنطوا من تفريج الله وتنفيسه عن عباده، إنه لا يقنط من تفريجه وتنفيسه إلا القوم الكافرون؛ لأنهم يجهلون عظيم قدرة الله وخَفِيَّ إفضاله على عباده.
﴿فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين﴾
[يوسف: ٨٨]
فامتثَلُوا أمر أبيهم، وذهبوا بحثًا عن يوسف وأخيه، فلما دخلوا على يوسف قالوا له: أصابتنا الشدة والفقر، وأتينا ببضاعة حقيرة زهيدة، فكِلْ لنا كيلاً وافيًا كما كنت تكيل لنا من قبل، وتصدّق علينا بزيادة على ذلك أو بالتغاضي عن بضاعتنا الحقيرة، إن الله يجازي المتصدقين بأحسن الجزاء.
﴿قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون﴾
[يوسف: ٨٩]
فلما سمع كلامهم رق لهم رحمة بهم، وعرَّفهم بنفسه قال لهم: قد علمتم ما فعلتم بيوسف وشقيقه حين كنتم جاهلين عاقبة ما فعلتم بهما؟!
﴿قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين﴾
[يوسف: ٩٠]
فتفاجؤوا، وقالوا: أإنك أنت يوسف؟! قال لهم يوسف: نعم أنا يوسف، وهذا الذي ترون معي: أخي الشقيق، قد تفضّل الله علينا بالخلاص مما كنا فيه، وبرفع القَدْر، إنه من يتق الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ويصبر على البلاء؛ فإن عمله من الإحسان، والله لا يضيع أجر المحسنين، بل يحفظه لهم.
﴿قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين﴾
[يوسف: ٩١]
قال له إخوته معتذرين عما صنعوا به: تالله لقد فضّلك الله علينا بما أعطاك من صفات الكمال، ولقد كنا فيما صنعنا بك مسيئين ظالمين.
﴿قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين﴾
[يوسف: ٩٢]
فقبل يوسف اعتذارهم، وقال: لا لوم عليكم اليوم يقتضي عقابكم ولا توبيخ، أسأل الله أن يغفر لكم، وهو سبحانه أرحم الراحمين.
﴿اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين﴾
[يوسف: ٩٣]
فأعطاهم قميصه لما أعلموه بما آل إليه بصر أبيه، وقال: اذهبوا بقميصي هذا، فاطرحوه على وجه أبي يَعُدْ له بصره، وأحضروا إليّ أهليكم كلهم.
﴿ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون﴾
[يوسف: ٩٤]
ولما خرجت القافلة منطلقة من مصر، وفارقت العامر منها قال يعقوب عليه السلام لأبنائه ولمن عنده في أرضه: إني لأشم رائحة يوسف، لولا أنكم تُجَهِّلونني وتنسبونني إلى الخرف بقولكم: هذا شيخ خَرِف، يقول ما لا يعلم.
﴿قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم﴾
[يوسف: ٩٥]
قال من عنده من ولده: والله إنك لا تزال في توهمك السابق بشأن منزلة يوسف عندك وإمكانية رؤيته ثانية.
فؤائد من الصفحه
١- عظم معرفة يعقوب عليه السلام بالله حيث لم يتغير حسن ظنه رغم توالي المصائب ومرور السنين.
٢- من خلق المعتذر الصادق أن يطلب التوبة من الله، ويعترف على نفسه ويطلب الصفح ممن تضرر منه.
٣- بالتقوى والصبر تنال أعظم الدرجات في الدنيا وفي الآخرة.
٤- قبول اعتذار المسيء وترك الانتقام، خاصة عند التمكن منه، وترك تأنيبه على ما سلف منه.
قناة الورد اليومي
@Ghade4349
1.8K views23:41