2022-06-09 20:41:22
تفصيل الكلام في بدعة " من لا شيخ له فشيخه الشيطان".
قبل بدء الكلام في هذه البدعة، نستذكر ما روي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)حين سأله رجل عن قوم ظهروا في ذلك الزمان، يقال لهم الصوفية؟ قال: إنهم أعداؤنا، فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم، وسيكون أقوام، يدعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم، ويلقبون أنفسهم بلقبهم، ويقولون أقوالهم، ألا فمن مال إليهم فليس منا، وأنا منه برآء، ومن أنكرهم ورد عليهم، كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله (ص).
المصدر : مستدرك الوسائل, النوري, ج12 ص323 ح15
هذا الموقف الشديد قد أصدره أهل البيت عليهم السلام تجاه الصوفية، أول تغلغلهم بالاسلام، وسنركز فيه على هذه الفقرة " وسيكون أقوام، يدعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم، ويلقبون أنفسهم بلقبهم، ويقولون أقوالهم، ألا فمن مال إليهم فليس منا، وأنا منه برآء،"… !
فأهل البيت قد تبرؤوا ممن يقول بأقوالهم أو يميل إليهم أو يتشبه بهم حتى وان تظاهر بحب أهل البيت..!
وهذا ما يستدعي من كل المؤمنين الفحص جيداً في كل فكرة يعتقدون بها، أو قول أو اسم يتسمون به، لأنه قد تكون بعض الأفكار سبب يستوجب براءة أهل البيت منهم اذا كانت من الصوفية..!
وكلامنا الآن حول فكرة (من لا شيخ له فشيخه الشيطان)، وما شابهها من العبارات التي يدعمون فيها فكرة ضرورة الإستاذ للوصول لله تعالى، لنقرأ وإياكم منشأ هذه الفكرة ومن القائلين بها:
1- عبد الكريم القشيري الشافعي (ت:465هـ) في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية ص 542: يجب على المريد أن يتأدب بشيخ فإن لم يكن له أستاذ لا يفلح أبدا . هذا أبو يزيد يقول : من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان.
2- أحمد الرفاعي (ت:578هـ) " من لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان ، وإن المريد ينال من الله تبارك وتعالى ببركة شيخه بقدر ما تأدب وحفظ الحرمة وراقب السر " قلادة الجواهر. 182.
3- علي بن وفا (ت:807هـ) الذي يُعد من أكابر الصوفية : لا يظفر مريد بأستاذ إلا وذلك المريد مخصوص عند اللّه تعالى ولولا أنه مخصوص عنده ما جمعه على من يوصله إلى حضرته فسلّم لشيخك أيها المريد تسلم وتغنم، ثم يقول "أستاذك بالنسبة إليك هو فضل اللّه عليك ورحمته". الأنوار القدسية 2/30.
وهكذا غيرها الكثير من العبارات التي صدرت كلها من علماء الصوفية.
ولم يصدر مثلها عن أهل البيت اطلاقاً..!
فكلها صدرت من الصوفية فقط.
وبتحليل بسيط يمكن القول:
ان أهل البيت عليهم السلام هم الطريق الوحيد لله تعالى، وهم بابه، وكل رواياتنا تؤكد ذلك، وكل رواياتنا التي وردت بهذا الخصوص تحصر الوصول لله بأهل البيت عليهم السلام، فهم بابه الوحيد لله.
أما الصوفية، ففي قبال ذلك وضعوا فكرة ان الوصول لله محصور بالاستاذ والشيخ، ومن لم يكن له شيخ فلا يمكنه الوصول لله، بل ان شيخه الشيطان، والغرض من ذلك كما يبدو هو لكي يقبل إليهم الناس، على انهم هم الأساتذة والشيوخ المنقذين لعباد الله من أن يكون شيخهم الشيطان..!
لذلك، على المؤمن التمسك بتعاليم أهل البيت فقط، والحذر من اتباع أفكار الصوفية، لكي لا يستوجب المؤمن براءة أهل البيت منه.
وخصوصاً هذه الفكرة، فكرة اشتراط الوصول لله بالإستاذ والشيخ، وإن من لا شيخ له فشيخه الشيطان، وينبغي الإبتعاد عن من يروج لهذه الفكرة وغيرها من الأفكار الصوفية.
ينبغي التنبيه انه لا مانع أن يكون للشخص استاذ أو عدة أساتذة يثق بهم فيسألهم أو يتابعه في امور دينه، كما هو الحال مع أغلبنا الآن، فهذا من الرجوع لأهل الاختصاص ولا اشكال فيه، وهو مختلف تماماً عن البدعة الصوفية التي تدعي ان الوصول لله مشروط بالاستاذ، وان من لا استاذ له فاستاذه الشيطان.
178 viewsتذكرة مهدوية, 17:41