2021-08-04 00:45:01
وحيداً عندَ النهر.. تَقِف
مخموراً بالليالي والضحكاتِ القديمة
تُنادي على الغرقى في دمك
تهوشُ بعصاك على الأرواحِ
تضربُ بها الماء لينفلق
فتكتشفُ أنّ موسى الذي ربّيته مُنذ نعومةِ حُزنكَ
قد خَذلَك.
وحيداً تحتَ النهر تنامُ
تُفكِّر بالمرأةِ التي سَلبوك إيّاها
حينَ قُلت لها كوني -كأنّك إله-
فكانت من ضلعك
وكأنّك ذئبٌ
تشمُّ الخوفَ ينامُ فوق جلدِها
تُفتِّش عن أنيابكَ
تعوي على قمرٍ يسخرُ مِن عجزكَ
وتغرق.
وحيداً فوقَ النهر
تسيرُ كأنّك المسيح
تطفو على جسدكَ أسماءُ المُجرمينَ والأبرياء
تسألُ الله عن صليبكَ
وعن ورثةِ الأرضِ مِن بعدكَ
تدورُ كدرويشٍ
تصعدُ
وفي غفلتكَ تُنادي
ربِّ هب لي الأجنحة.
وحيداً كأنّك النهر
تغتَسِلُ بدموعكَ
تلبسُ ماخاطتهُ لكَ البدويّات من أغانٍ ووصفٍ
على ضفافِك.
وتقرأُ مِن كتابِ الذِكر قبلَ أن تَجِفَّ
"سلامٌ عليكَ يومَ خُذلتَ ويومَ غَرِقتَ
ويومَ سِرتَ فوقَ وجعِ الأرضِ حياً.
#أنور_الصالح
35 viewsأنــور الـصـالـح, 21:45