2022-07-03 20:56:14
شبهة زائفة
يَزعُمُ بعضُ الأشاعرة في هذا العَصْرِ أنَّ الأَشاعرةَ هُمُ السَّوادُ الأَعظمُ مِنَ المـُسلمينَ ، وأنَّ غالِبَ عُلماءِ الإِسْلامِ كانُوا على العَقيدَةِ الأَشعريَّةِ !
ولا شَكَّ أنَّ هذا مِنَ الافْتراءِ على عُلماءِ الإِسْلامِ ، ومِنَ البُهتانِ بِحَقِّ التَّاريخِ الإِسْلاميِّ !
والرَّدُّ على ذلكَ مِنْ وُجُوهٍ ، أَذكُرُ طَرَفًا منها باخْتصارٍ :
١) الوجْهُ الأوَّلُ : أنَّ كثيرًا مِنَ العُلماءِ الَّذينَ يَنسُبهُمُ الأَشاعِرةُ اليَومَ إلى مَذْهبِهِم هُمْ بَريئونَ - في آخِرِ حَياتِهِمْ - مِنَ الأَشْعريَّةِ وعِلْمِ الكَلامِ بَراءَةَ الذِئْبِ مِنْ دَمِ يُوسُفَ !
وأوضحُ بُرهانٍ على ذلكَ مَنْ ذُكِرَتْ أسماؤُهُمْ في هذهِ الرِّسالَةِ مِنْ كِبارِ المـَنسوبِينَ إلى هذه العَقيدةِ ، وغَيرُهم كَثير !
٢) الوجْهُ الثَّاني : على فَرْضِ صِحَّةِ الكَثْرَةِ المـَزعومَةِ ؛ فإنَّ الحقَّ لا يُعرَفُ بكَثرَةِ النَّاسِ ؛ وإنَّما يُعرفُ الحقُّ بدَليلِهِ الصَّحيحِ .
ومَنْ قَرأَ كِتابَ اللهَ تَعالى وَجَدَ أنَّ غالِبَ ما ذُكِرَ في الكَثْرَةِ كانَ مَقْرُونًا بالذَّمِّ والتَّوبيْخِ ؛ وغالبَ ما ذُكِرَ في القِلَّةِ كانَ مَقرونًا بالمـَدْحِ والثَّناءِ .
وهذا كِتابُ ربِّــكمْ بينَ أَيديكُم فاقــرَؤُوهُ !
وأمَّا التَّحقيقُ في مَسألَةِ الكَثرَةِ ؛ فإنَّ عُلماءَ أَهْلِ السُّنَّـةِ والجماعةِ يَفوقونَ عَددًا مَن كانَ على عَقيدَةِ الأَشْعَريِّ بأضعافٍ مُضاعفةٍ .
* ولَم تَبسُطِ الأَشعريَّــةُ عَقيدَتَها ، ولَم تَقْوَ شَوكَتُها في أَحقابٍ مِنَ الزَّمَنِ ؛ إلَّا بِسَبَبِ تَبنِّي بعضِ الخـُلَفاءِ والأُمراءِ لهذه العَقيدةِ ؛ فَلَيْسَ حالُهمُ إلَّا كَحالِ الَّذين غَلَبوا على أَمرِهِمْ ؛ فاتَّخذوا مَسْجِدًا على قُبورِ أَصْحابِ الكَهْفِ !*
ومَنْ أَرادَ أَنْ يَتحقَّقَ مِنْ كَثرةِ ووَفرةِ عُلماءِ أَهلِ السُّنَّـةِ والجماعةِ ؛ المـُخالفينَ لطَريقةِ الأَشاعرةِ ؛ فلْيَنظُرهُمْ ولْيُحْصِ عَدَدهُمْ فيمَنَ ذكَرَهُمُ الإِمامُ ابنُ قيِّمِ الجوزيَّـةِ في كِتابِهِ : "اجتماعِ الجـُيوشِ الإِسلاميَّـةِ" ومَنْ ذكَرَهُمُ الإِمامُ الحافظُ الذَّهبيُّ في كِتابِهِ : "العُلوِّ للعَلِيِّ الغَفَّارِ" فإنَّهما نَقَلا عَنْ جَمْعٍ غَفيرٍ مِنَ الصَّحابَةِ والتَّابعينَ وتابِعيهِم ؛ إلى عَهْدِ المـُؤلِّفَينِ ممَّنْ كانُوا على خِلافِ ما عَليْهِ الأَشعَريَّـةُ .
وكذلكَ الفَقيهُ العلَّامةُ ابنُ عبدِ الهادِي قَدْ ذَكَرَ في كِتابِهِ الَّذي رَدَّ فيهِ على ابنِ عَساكِرَ عَنْ أَكثرَ مِنْ أَربعمئةٍ ، بينَ مُحدِّثٍ وفَقيهٍ ؛ وعابِدٍ وعالمٍ ، كُلُّهمْ مُجانبونَ للأَشاعرةِ وطَريقتِهِمْ .
ثُمَّ قالَ بعدَ ذلكَ : *‹ واللهِ ثمَّ واللهِ ثمَّ واللهِ ، لمـَا تَركْنا أكثرُ ممِّنْ ذَكَرْنا ، ولو ذَهبنا نَستَقصِيْ ونَتتبَّعُ كُلَّ مَنْ جانبَهُم مِنْ يَومِهِمْ وإلى الآنَ ؛ لزادُوا على عَشَرةِ آلافِ نَفْسٍ ! ›*
٣) الوجْهُ الثَّالِثُ : لقد فَــرَّقَ الأَشاعرةُ بينَ السَّلفِ والخلَفِ ؛ فجَعلُوا مَذهبَ السَّلَفِ أَسلَمَ ، ومَذهَبَ الخـَلَفِ أَعلَمَ وأَحكَمَ ، ثمَّ اخْتلَفُوا في الحـَدِّ الفاصِلِ بينَ السَّلَفِ والخلَفِ على قَولَينِ اثْنينِ :
الأوَّلُ : أنَّ السَّلَفَ هُمُ القُرونُ الخـَمسَةُ الأُولى ، ثُمَّ الخـَلَفُ مِنْ بَعدِهمْ .
الثَّاني : أنَّ السَّلَفَ هُمُ القُرونُ الثَّلاثَةُ الأُولى ، الصَّحابةُ والتَّابعونَ وتابِعو التَّابعينَ ، ثمَّ يكونُ الخـَلَفُ بَعْدَ ذلكَ ، وذَكرُوا القَوْلَ الأوَّلَ على أنَّه هُو القَولُ الرَّاجِحُ ، والقَولَ الثَّانيَ على أنَّه القَولُ المـَرجوحُ .
فالسَّلَفُ - عندَ الأَشاعرةِ - هُم القُرونُ الخـَمسَةُ الأُولى ، أَوِ القُرونُ الثَّلاثَةُ الأولى ؛ وهذهِ هِيَ شَهادةُ الأَشاعرةِ أَنفُسِهِمْ على أَنفُسِهِمْ !
فتأمَّلْ قَولَ النَّبيِّ : *« خَيرُ النَّاسِ قَرني ، ثمَّ الَّذينَ يَلونَهمْ ، ثمَّ الَّذينَ يَلونَهم ، ثمَّ يَتخلَّفُ مِنْ بَعدِهِمْ خَلْفٌ تَسْبِقُ شَهادةُ أَحدِهِمْ يَمينَــهُ ، ويَمينُـــهُ شَهادتَـهُ »*
فأينَ تَجِدْ مَوقِعَ الأَشاعرةِ في هذا الحـَديثِ ، أفي أَوَّلِهِ أم في آخرِهِ ؟!
[ توبة أعلام الأشاعرة (38-40) ]
︻︻︻︻︻︻︻︻
#القرآن_الكريم
http://t.me/kuran_kareem
︼︼︼︼︼︼︼︼
#قناة_العقيدة_السلفية
t.me/assalafie
︼︼︼︼︼︼︼︼
205 views17:56