🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

كنا في المسجد النبوي ننتظر دورنا لدخول الروضة الشريفة، وكانت أ | كتاب وخاطرة ✏️ 📖

كنا في المسجد النبوي ننتظر دورنا لدخول الروضة الشريفة، وكانت أول مرة تطأ فيها رجلي هذا المكان المبارك.
اجتمع عدد غفير من النساء من شتى الأعراق والأعمار، ثم حان دورنا بعد طول انتظار،
فتحت الأبواب،
فإذا بالنساء من حولي يتسابقن ويتدافعن في منظر صاخب لم أكن أتوقعه أبدا أبدا.
التفت إلى أختي في تعجب أقول لها "شوفي على مصيبة هذي.. مصيبة!!"،
سمعتني امرأة مسنة أمامي، من لهجتها أظنها شامية، استدارت إلي وقالت: "لا تقولي مصيبة! قولي بسم الله، توكلنا على ألله، يالا!" ثم أسرعت ولحقت بالنساء في شجاعة وصلابة كأنها -اللهم بارك- في العشرين.

هذا الموقف البسيط مما أثر في وجعلني أكثر وعيا بكلامي، وأنبه لكلماتي ومدى مناسبتها للواقع الذي أحاول وصفه. فمثلا ما عدت أستعمل كلمة "مصيبة" إلا إذا كانت هنالك مصيبة حقا ينطبق عليها اللفظ تماما :).

مبالغاتنا، استعاراتنا، كلماتنا المتكررة، ملامح الوجه، النبرة المستعملة في الكلام، حتى علامات الترقيم والإكثار من علامة التعجب أو نقط الحذف عند الكتابة، كل هذا يوجه كلامنا ويجعل له انطباعا ما عند سامعه أو قارئه، سواء وعى ذلك أم لم يعه.
وليس عجبا أن من يبسط وجهه ويزخرف قوله ويعسل معانيه بأطيب الكلمات يستميل إليه القلوب صادقا كان أم لم يكن.

ليس كل الناس يعرفنا عن قرب، أو مستعد لفك شفرات منطوقنا،
وبذل بعض الجهد دون تعنت يجود العلاقات العامة ويضفي عليها نوعا من الألفة والانشراح.