عن العطايا البديعة التي تحصُل في خريف العمُر، عن قصة أم سلمة ر | كتاب وخاطرة ✏️ 📖
عن العطايا البديعة التي تحصُل في خريف العمُر، عن قصة أم سلمة رضي الله عنها أتحدث .. هذه القصة لأم المؤمنين، رضي الله عنها، تجعل النفسَ المؤمنة، موصولة بالرجاء مهما أفَلَت أسبابُ الحياة وغارت، ومهما توالت الغمرات وتأزَّمت، إنها تذكِّرك بعظمة مُدبِّر هذا الكون الذي يقدر مقادير الأشياء وقتما شاء، لا يعجزه شيء، بل الأسباب نفسُها عاجزةٌ إلَّم توكل إليه سبحانه. أما قوانين البشر، فتجعل دنياك أضيَقَ من رَمْس، لا سهل في ظلها إلا الإحباط واليأس.
تأمل هذا الدعاء المأثور، وقف عند رحابة آفاقه التي بلغت عنان السماء وتحرَّرَت من قيود الدنيا -وكلها واهية-، كلماتٌ معدودات، بمعانيَ جليلة تراقت عن الأرض وتسامت: (اللَّهمّ اجعَل أوسع رزقك علَيّ عند كبر سني وانقطاع عمري)
يقول الإمام الشوكاني في تحفة الذاكرين: "سأل النبيﷺ ربه -عز وجل- أن يجعل أوسع رزقه عليه عند كبر سنه لأن الكبير يضعف عن السَّعْي ويكسل عن تحصِيل الرزق، وأما قوله انقطاع عمري فليس المراد الانقطاع التّام وهو الموت فإنه لا رزق للعبد عند الموت بل المُراد انقطاع غالب العمر حتى صار في سنّ الشيخوخة منتظرا للموت." حتى منقطِع العمر يحق له الاستبشار بعطايا ربِّه!
ما أجملَ هذا الدعاء، وما أدفأ بُشراه لكل مَن وهنَت عظامُ أسبابِه، شابّا كان أم أشيبَ.
