Get Mystery Box with random crypto!

استراتيجية باب المندب.. التهافُتُ الدولي العالمي على مضيق باب | الجبهة الإعلامية

استراتيجية باب المندب.. التهافُتُ الدولي العالمي على مضيق باب المندب والمخاطر الاستراتيجية لاغلاقه

المشهد اليمني الأول/

تواجِهُ الدولُ المطلةُ على مضيق باب المندب، ومنها بلادُنا الكثيرَ من المخاطر والتحديات، وتشتركُ جميعُها في الفقر والانقسام والتشظي، وعدم الاستقرار، مع أنها تطل على أهم الممرات المائية في العالم، وفي باطنها الكثير من الثروات النفطية والغازية، ولو قُدِّرَ لها أن تتحَد وتأمَنَ المؤامرات الدولية لعاشت في وضع مختلف عن هذا تماماً.

ونظراً لأهميّة البحر الأحمر عُمُومًا، فقد تحول إلى منطقة صراع استراتيجي تسبح فيه الغواصات النووية جنباً إلى جنب الأسماك التي تعيش عليها الدول الفقيرة المطلة عليه وَخَاصَّة على شاطئه الغربي، كما أن المدخل الجنوبي للبحر الأحمر (باب المندب) ظل وعلى مدى قرون مضت، ولا يزال إلى يومنا هذا، مطمعاً للقوى العالمية والإقليمية، بغية السيطرة عليه والتحكم بحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر،

وحتى يومنا هذا فَـإنَّ الدول العظمى والكبرى والإقليمية، عملت على إنشاء قواعد عسكرية لها في الدول المطلة على المضيق (جيبوتي، إرتيريا)، كما أن العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن الذي بدأ في 26 مارس آذار سنة 2015، كان من ضمن أهدافه الخفية، السيطرة على الجزر والموانئ اليمنية؛ كي تتمكّن من التحكم على المضيق؛ بحجّـة حماية الأمن القومي العربي.

باب المندب واستراتيجيته العالمية

وعلى مدى قرون مضت، ظل المدخل الجنوبي للبحر الأحمر (باب المندب)، ولا يزال إلى يومنا هذا مطمعاً للقوى العالمية والإقليمية، بغية السيطرة والتحكم بحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، حَيثُ يحتل المضيقُ المرتبة الثالثة عالميًّا بالأهميّة بعد مضيقي ملقا وهرمز، إضافة إلى امتلاك اليمن للعديد من الجزر ذات الموقع الهام تضاعف من الأهميّة الاستراتيجية لموقعه البحري، وبشكل خاص جزيرة سقطرى.

ويقع مضيق (باب المندب) بين دولتَي اليمن وجيبوتي، ويفصل بين قارتَي آسيا وأفريقيا، ويتوسط القارات الخمس، وما يميزه أنه يصل البحرَ الأحمر بخليج عدن، وبحر العرب، والمحيط الهندي من جهة، والبحر الأبيض المتوسط من الجهة الأُخرى، كما يأتي اليمنُ في قلب مشروع “الحزام والطريق” أَو ما يعرف بـ “طريق الحرير”، نظراً لأهميّة موقعه، وامتلاكه عدداً من الموانئ، والجزر المتناثرة وعددها 130 على هذا الطريق، مثل ميناءَي عدن والمخاء اللذين يتوسطهما مضيق باب المندب، وجزيرة بريم التي تتوسط المضيق.

ويتحكم مضيق باب المندب في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، ويقع بين الزاوية الجنوبية والغربية لشبه الجزيرة العربية، وبين شرق افريقيا، وهو يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، كما تكمن أهميّة مضيق باب المندب الجيوسياسية بتأثيره سياسيًّا واقتصاديًّا في محيطه الإقليمي، وعلى الكيانات السياسية صاحبة المصلحة في البحر الأحمر، إذ يشكل باب المندب الممرَّ الرئيسَ لنقل النفط والمواد الحربية، والتجارية، في داخل البحر الأحمر وإلى أُورُوبا عبر الجهة الشمالية عن طريق قناة السويس ومن ثم البحر المتوسط.

ووفقاً لإحصائيات عالمية يعد بابَ المندب أكثرَ ممر تسير فيه السفن التجارية وناقلات النفط، حَيثُ يستحوذ على 7 % من الملاحة العالمية ونحو 13 % من إنتاج النفط العالمي و10 % من تجارة الغاز الطبيعي المسال و21 ألف سفينة وناقلة تمر في الاتّجاهين وتعبر منه حوالي 12 مليون حاوية سنوياً هذا، بالإضافة لكونه بوابة عبور السفن عبر قناة السويس وتلك التي تمر إلى أُورُوبا والدول التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، ووفقاً لتقرير عملية مسح جيولوجي أمريكي عام 2002م فَـإنَّ النفط غير المنقب في منطقة باب المندب لوحدها يفوق 3 مليارات برميل، وهذا ما يؤكّـد مما لا يدع مجالاً للشك أن الحرب على اليمن هي حربٌ للاستيلاء على ثروات اليمن من النفط والغاز.

ويستمدُّ مضيقُ (باب المندب) أهميتَه كنقطة اختناق كثيف للشريان البحري، من موقعه في نهاية الطرف الجنوبي للبحر الأحمر الذي يعد أقصر طريق بحري يربط بين الشرق والغرب بحكم خصائصه الجغرافية؛ لذا فَـإنَّ أهميتَه ترجعُ إلى تحكمه في التجارة العالمية بشكل عام بين الشرق والغرب، كما يكتسب المضيق الذي يتحكم في الوصول إلى البحر الأحمر والطرف الجنوبي لقناة السويس، أهميّةً خَاصَّةً في الوقت الراهن؛ بسَببِ اعتماد مصر على الغاز الطبيعي المسال المستورد للحفاظ على إمدَاداتها من الكهرباء، حَيثُ تتجه ناقلة واحدة من الغاز الطبيعي المسال إلى مصر كُـلّ أسبوع من خلال عبورها المضيق.

باب المندب مطمع القوى العالمية والإقليمية

وبالنظر إلى وقائعِ التاريخ، فقد حاول البرتغاليون، والبريطانيون، والفرنسيون، والإيطاليون، وغيرهم، أن يكون لهم موطئُ قدم يطل أَو يشرف على هذا المضيق، في حين لا تزال القوى العالميةُ في عصرنا هذا، كالأمريكيين، والصينيين، والإسرائيليين، والإيرانيين، والأتراك، وغيرهم،