Get Mystery Box with random crypto!

تتقاطرُ إلى هذا الموقع الاستراتيجي الهام، وتحاول بناء قواعد عس | الجبهة الإعلامية

تتقاطرُ إلى هذا الموقع الاستراتيجي الهام، وتحاول بناء قواعد عسكرية تشرف وتتحكم عليه.

ونظراً لأهميّة موقع اليمن، فقد كان محل صراع وتنافس دولي على امتداد السنوات الماضية الكثيرة، ولهذا تواجدت بالقرب من مضيق باب المندب القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية، وظلت أهميّة باب المندب محدودة، حتى تم افتتاح قناة السويس عام 1869م، وربط البحر الأحمر، وما يليه بالبحر الأبيض المتوسط، فتحول إلى واحدٍ من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البري بين بلدان أُورُوبية في البحر المتوسط، والمحيط الهندي شرقي أفريقيا.

ومما زاد من أهميّة الممر أن عرض قناة عبور السفن تقع بين جزيرة بريم اليمنية والبر الإفريقي هو 16 كيلو متراً، وعمقها 100-200 متر، مما يسمح لشتى السفن، وناقلات النفط عبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين.

وَازدادت أهميّةُ مضيق باب المندب كذلك بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهميّة نفط الخليج، حَيثُ يقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر في الاتّجاهين بأكثر من (21000) قطعة بحرية سنوياً (57) قطعة يوميًّا، ولهذا فقد ظل هذا الموقع الجيوستراتيجي ملهماً للقوى العالمية لغزو واحتلال اليمن، وسردية التاريخ عامرة بمغامرات هؤلاء الغزاة، بدءاً بطلائع جنود الاسكندر الأكبر، ومُرورًا بالعديد من المحتلّين الأُورُوبيين، والآسيويين، والأفارقة، وليس انتهاء بالعدوان الأخير على اليمن، فجغرافية اليمن الجاذبة، وجزره المتناثرة المهمة، وعمقه التراثي، وخيراته الوفيرة، هي أسباب منطقية لجلب الأعداء إليه.

مخاطرُ إغلاق المضيق

تدركُ دولُ العالم أهميّةَ مضيق باب المندب؛ ولذا نجدُها تتدافع إلى الدول المطلة عليه، وتبني القواعد العسكري حمايةً لمصالحها، ولمنع أية محاولة لإغلاقه من قبل أي طرف.

ويتسبب غلقُ المضيق بتحويل حركة الملاحة إلى رأس الرجاء الصالح، وَإذَا تمت عرقلة العبور، لن يكون -أمام هذه الشحنات وجميع السفن الأُخرى المتوجّـهة إلى مصر والبحر الأبيض المتوسط- أي خيار سوى القيام برحلة طويلة حول الطرف الجنوبي من أفريقيا.

ويبقى السؤال الأبرز هنا: ما المخاطر الناجمة عن إغلاق مضيق باب المندب؟ وما تأثيرات ذلك على دول العالم؟

بالتأكيد كما أسلفنا، فَـإنَّ إغلاقَ المضيقِ سيكون له الكثير من المتاعب والتداعيات السلبية والإيجابية على عدد من الدول، ففي تقرير للجمعية العامة لاتّحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بعنوان: “إغلاق باب المندب، زلزال استراتيجي دولي” بتاريخ 23 مارس 2022، يشير التقرير إلى أن روسيا لا تملكُ مصالحَ كبيرةً في حوض البحر الأحمر، وأغلب التجارة الروسية تأتي من البحر الأسود باتّجاه شرق ووسط أفريقيا، كما أن الحركةَ التجارية من شرق آسيا باتّجاه روسيا والعكس، تكون برية؛ بسَببِ اتصالها الجغرافي.

ويرى التقرير أن من أهم المكاسب الروسية في إغلاق مضيق باب المندب ما يلي:

المزيد من تعطيل إمدَادات الطاقة باتّجاه أُورُوبا.
زيادة اعتماد دول الاتّحاد الأُورُوبي على النفط والغاز الروسيين.
ارتفاع كبير في أسعار الطاقة يخدم المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا
ارتفاع إمْكَانية إيجاد موطئ قدم روسية في حوض البحر الأحمر.
تقليص فرص تملص الإمارات والسعوديّة من اتّفاقات أوبك.
ازدياد أهميّة قاعدة حميميم الجوية، وطرطوس البحرية، ضمن مشاريع روسيا لزيادة نفوذِها في شمال أفريقيا ووسطها.

لكن في المقابل، لن تكونَ الولايات المتحدة الأمريكية في أحسن حال من إغلاق مضيق باب المندب، ولا سيما إذَا استمر إغلاقُه وقتاً طويلاً.

وبحسبِ التقرير فَـإنَّ إغلاقَ المضيق يعد بشكل من الأشكال ضربةً لاستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة كما في مواجهة الصين، حَيثُ سيتسبب الضرر بسمعة أمريكا كحامية للمضائق والممرات المائية الدولية، وسيعرقل حركة الأساطيل العسكرية الأمريكية بين الخليج العربي والبحر المتوسط، وفي حال مواجهة أمريكية إيرانية، ستتمكّن إيران من الاستفراد بالأسطول الخامس للولايات المتحدة في بحر الخليج، كما أن من المحتمل أن يؤديَ إغلاق باب المندب إلى تعزيز دور تنظيم حركة الشباب في الصومال، مقابل الحكومة التابعة للولايات المتحدة في مقديشو.

ولا يقل الضررُ الذي سيلحق بالصين عن الولايات المتحدة، إذ أن معظمَ تجارتها مع أُورُوبا يمر عبر مضيق باب المندب، ولهذا فسوف تعطل سلاسل التوريد مع دول حوض البحر الأحمر، وشمال أفريقيا، وشرق المتوسط، وأُورُوبا، وسيكون من الصعوبة استبدالُ الصين الممر المائي للبحر الأحمر، بممر بري عبر الإمارات؛ لأَنَّها ستصطدم بالمصالح الهندية، لذا الاحتمال الأكبر أن تعمل على تعزيز استثماراتها في سلطنة عمان، كبديل بري للبحر الأحمر.

ويرى التقريرُ أن إغلاقَ باب المندب، يعتبر كابوساً تخشى منه دول الاتّحاد الأُورُوبي، لا سِـيَّـما في هذا التوقيت بالذات، وهي في مواجهة مع روسيا؛ لأَنَّ إغلاق المضيق سيوقف صادرات