🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

بسم الله الرحمن الرحيم #مجلة_الوعي: ثقافة الهزيمة وتجارة المخد | مجلة الوعي

بسم الله الرحمن الرحيم
#مجلة_الوعي: ثقافة الهزيمة وتجارة المخدرات الفكرية
العدد 431 - السنة السابعة والثلاثون – ذو الحجة 1443هـ – تموز 2022م
=========
الحمد لله الذي لا دين إلا دينه، والصلاة والسلام على صاحب المحجة البيضاء، و #الشريعة الزهراء، وعلى آله وصحبه وسلم.

إن أخطر الأمراض التي تفتك بالجسد هي تلك التي تضرب جهاز المناعة، فإذا ما أُضعف جهاز المناعة، فتحت مضائق الجسد أبوابها لجحافل الجراثيم تفري فيه الأذى بلا حسيب أو رقيب. وفي هذا المجال، فإن من أبرز المزايا التي كانت تميز الحياة في ظل دولة #الخلافة والتي نعاني اليوم ونجرع مرارة فقدها ميزتين:

الميزة الأولى هي حالة المناعة تلك والتي تمثَّلت بما يشبه القبة الحديدية الفكرية التي كانت دولة الخلافة تحوط بها المجتمع فتذبُّ عنه اللوثات والشبهات، وتُبقي الفكرة الإسلامية حصينة نقية طاهرة… وكم شهد التاريخ الإسلامي وفقهاؤه الأفذاذ من المناظرات الشهيرة التي قضت على رؤوس الفتنة وقبرتها وقطعت ألسنة موقظيها.

أما الميزة الثانية: فهي الشعور العام لدى الناس بالاعتزاز والانتماء والتمكين، شعور المسلم الذي عندما يمشي في شوارع الخلافة أنه يركن إلى ركن شديد، يمتلئ قلبه عزة وهو يسمع انتصار الأمير يوسف بن تاشفين على جيش ألفونسو الذي حرَّر طليطلة من جديد، يشهد أهازيج الفرح وزينة النصر ابتهاجًا بعودة القائد المظفَّر ألب أرسلان بعد معركة ملاذكرد التي فتحت بلاد #الأناضول.

هاتان الميزتان الجليلتان: حصانة فكرية تنقي مفاهيم الإسلام من كل شائبة، ونفحة الاعتزاز بدين يصنع الانتصارات كل يوم، رافقتا تاريخنا الإسلامي وعزَّزت شخصية المسلم فغدت قويَّة مرهوبة، عصيَّة على الإضعاف، مَكينة على التضليل.

لم تغفل مؤامرات الكافر المستعمر بعد أن هدم دولة الخلافة عن هاتين الميزتين، ولا عن قدرتهما على إيقاظ المارد المسلم سريعًا بعد سقوطه؛ لذلك فقد ركزوا لهدمهما ترسانتهم الفكرية بقضِّها وقضيضها، واستدعَوا لها أساطيلهم الإعلامية والثقافية معزَّزة بجيش من علماء السوء ودعّار السياسة وقارعي طبول الفتنة.

ما المطلوب من وراء هذا كله؟ المطلوب إنتاج نموذج مسلم فاقد للثقة بنفسه، فاقد للثقة بأمته، مُخلخَل الفهم لدينه، وبالتالي يغدو هذا المسلم سهل التضليل والانخداع، طيّع الاستمالة، سريع الذوبان في حضارة #الغرب، فاقد الغيرة على انتهاك حرمات أمته.

أما بالنسبة لتكريس ثقافة الهزيمة، فقد تولى كبرها في المقام الأول:
الخطباء والعلماء (إلا من رحم الله): علماء هم أصلًا مهزومون من الداخل، أو مغرِضون يأكلون على موائد السلاطين لقاء ترويجهم لثقافة الهزيمة بين الناس.

يتوضأ الشاب المسلم ثم يتوجه لصلاة الجمعة وقد امتلأ قلبه أسى على ضحايا المسلمين في #بورما، أو مجازر #الصين في #الأويغور، يدخل المسجد علَّه يسمع ما يرفع معنوياته أو ينعش إحباطه، وإذ به يرى الخطيب على المنبر، يحمل في يده سوطًا ثخينًا، ثم يبدأ بجلد المصلين بلا رحمة، نحن أمة لا خير فيها، أنتم جيل لا تستحقُّون النصر، كل الأمم متقدمة عليكم… وهكذا يخرج المسلم من المسجد وقد سُلخ جلده من سياط الشيخ فازداد يأسه سوادًا، وإحباطه اشتدادًا؛ حتى إذا ما بقي لديه وميضُ من أمل تولَّى الإعلام إطفاءه وإخماده.

الإعلام، و #العلماء، تتبعهم برامج التعليم المنهجي، ومواقع التواصل الفاسدة، وقوافل المثقَّفين المضبوعين بالغرب وسمومه… كلهم يعمل لتكريس ثقافة الهزيمة من الداخل، وبثِّ الشبهات التي تَفتن المسلم عن دينه.

أين تغطية الإعلام للانتشار الكاسح بفضل الله، لدعوة الخلافة في قارات الأرض الست؟! أين نقلهم لنتائج استطلاعات الرأي العام العالمية من قبل مراكز الدراسات الاستراتيجية كمركز بيوغلوبال، ومركز برينستون والتي تؤكد إحصاءاتها تلهف الشعوب المسلمة للعيش في ظل الشريعة؟ لا نسمع هذا، ولكننا نسمع هذا الإعلام ينقل بشغف أخبار الاعتقالات والملاحقات لهؤلاء الدعاة، لماذا؟ لأن أخبار الاعتقالات تفتُّ بالأعضاد وتكرِّس الهزيمة النفسية.
أين تغطية هذا #الإعلام لعشرات الآلاف من النصارى واليهود والملحدين الذين يقرِّرون ترك حياة الضلال التي يعيشونها ثم يقفون ليشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، حتى نشرت صحيفة الغاريان البريطانية التحذيرات المتكررة أن هذا الإسلام هو أسرع الأديان انتشارًا (The Fastest Growing Religion) بل تقدِّر حساباتهم أن ديننا في غضون أربعة عقود فقط سينتزع مركز الصدارة العالمية ليصبح الديانة الأكبر والأولى في العالم. هذا كله ولا خلافة للمسلمين ولا مرجعية ولا قيادة، بل ونحن نواجه حربًا عالمية ممنهجة لتشويه الإسلام وإرهاب أهله.