2021-04-02 15:13:23
سبيَّةُ المسافةِ والقبيلة
امرأةُ الغياب..
-صوفيَّا
بكَتفٍ من تَعب
ويَدٍ مُعطَّلةٍ نسيتْ وظيفَتَها
أحمِلُ ماتبقّى من دمي إليك،
وأمضي وأقفُ بينَ الهنيهة والهنيهة
أسألُ الزمانَ
أتملِكُ اسماً ورقمَ هوية؟
أملِكُ اسماً ورقمَ هوية.
موعِدُنا غداً إذن
لتشهدَ معي
عندَ محاكِم اللاعدل
يُسجِّلونَ قضيَّتي.
غداً..
عندما تُشرِق الشمسُ
لأوّل مرَّةٍ من جبيني
وأحضُر من الماوراء
كأنّي نبوءةٌ
أجرُّ خلفي جَيشي وجَسدي.
غداً.. عندما تجوعُ النساءُ أكثر
وتعوي الرجالُ كالذئاب في البراري
عندما يَشتدُّ الحصار
غداً.. عندَ ناصيةِ الحُبِّ
سأصلُ
لأموتَ بين يديك.
للمسافةِ فمٌ وذئابٌ
للغزالةِ خوفٌ ودمٌ
لجِلدكِ رائحتُه
تلسعُ كالنار
وتُشعِل الأضلاع كأنّها أعوادٌ من خَشب،
وأنا لي الله..
وساقان مقطوعتان
وامرأةٌ غريبةٌ تَمسحُ على رأسي
كلّما سألتُها عن ساقي!
بكت..
وقالتْ تمشي عليهما مُذ عرفتُك.
سأحتاجُ وقتاً لأهدأ..
حافياً سأمشي
لأتعلّم من جديد لغة الأرض
وكيف أشعرُ بالشوكِ والحصى.
سأحتاجُ وقتاً لأرتاحَ من سفري على خيلِ الخيال
لأرتَجِلَ عن صهوةِ القلب
وأعانِقَ الغياب
"يا ابن أمّي عرفتُكَ
يا ابن أمّي عرفتُكَ"
صادُ الصبرِ وواو الوعدِ
وجدٌ يشتعِل.
فاءُ الفراشةِ تطيرُ تطيرُ
وتهلَكُ في رقَّتها.
ياءُ الأنثى في اللغة
غديرٌ غدير.
وألفُ الأنا أحبُّك
وأحبُّك.
لالغةَ تكفي لهذا الحبِّ أن يتحررَ من صدرك
لاصدرَ يكفي كلّ هذا العزاء.
٢١/٣/٢٠٢١
فارسُ الخيال والقَدَر
-أنور الصالح
116 viewsأنــور الـصـالـح, edited 12:13