2021-11-26 23:22:39
لن أتبعكِ إلى النهرِ ثانيةً
لن آخذ يدكِ
سأجلس مِن بعيدٍ أراقِب الظِلال تموتُ في ضيائِك
وأنجو كاملاً من الهذيان،
رتّبتُ أمسي في غيابِك
رتّبت حاضري الملآن
رتّبت غَدي وشقائِق النعمان
وانتظرتُك
حتّى امتلأتُ بكِ
وخِطت المسافةَ مابين نافذتي ونافذتك.
لن أتبعكِ إلى النهر ثانيةً -قلتُ في نفسي-
لن أنخدِع بالبلّورِ يلمعُ فوقَ جلدِك
لن أصدّق نمشَ صَدرك
مِنهُ يولدُ وفيه يموتُ الحمام
سأجلسُ بعيداً مثل ولدٍ مُطيعٍ أكتبُ أغنيتي
وأصغي إلى حرّيتي تَحنو كقطّة علي
تُداعبني ثم ترفضني -جوّعتني إلى قفصي-
أريدُ من الشتاتِ الثبات
ماذا أصنعُ من حرّيتي والليلُ ليلكِ
والبلادُ موتي وموتك
والقصيدة هواء وصلاة!
خُذيني إلى النهرِ -صَرخت-
خُذيني على مهلٍ
حرفاً حرفاً وخوفاً وخوفاً
وخطوةً واقِفة،
وصدّقيني حين أقولُ "لن أكون شاعرك"
خُذيني واقتليني واحفظي شرفَ المجازِ
ولعنةَ العاطِفة!
و دعيني حين تنتهين أحمِل نفسي
وأسيرُ كفارسٍ بعدَ الهزيمة
بخاصرة نازفة.
لن أتبعك إلى النهر ثانية
خذيني إلى موتكِ المُشتهى!
وقيّديني أسيراً
كلّ القصائِد بعدكِ زائفة.
#أنور_الصالح
78 viewsedited 20:22