Get Mystery Box with random crypto!

′ الفرق بين ' ︎الحقيقة والواقع : نلاحظ عند إجراء مقاب | The Black Kingdom

′ الفرق بين '

︎الحقيقة والواقع :

نلاحظ عند إجراء مقابلة مع احد المهتمين بالشأن السياسي أو الثقافي فإنه يبدأ حديثه بعبارة ( في الحقيقة والواقع ) وبئس المقدمة الخاوية.ونود هنا أن بين الفرق بين
المصطلحين( الحقيقة والواقع )
ان الفرق بين الواقع والحقيقة يشبه الفرق بين الإكتشاف والإختراع. الإكتشاف هو أمر موجود بحد ذاته، بينما الإختراع هو أمر تم اكتشافه بمساعدة حقائق معروفة. الواقع
موجود منذ بداية الكون... أما الحقيقة فهي أمر نتثبت منه لكي نفهم صحة الواقع.
︎الحقيقة في الفلسفة
والحقيقة عند أرسطو هي علم الوجود من حيث هو وجود حق، أي الفلسفة بوصفها علم الحقيقة. وعند البراغماتيين pragmatists هي الفكرة الناجحة أو النافعة أو الفرضية العلمية التي تحققها التجربة.
والحقيقة عند الماركسيين هي الانعكاس الصادق الصحيح للواقع في الفكر، أي مطابقة الفكرة للشيء، أو هي المعرفة المعبرة عن الموجود الموضوعي. أما عند الوجوديين فالحقيقة هي تجلّي الواقع للمدرك، بحيث يتصور الشيء بحرية تامة وإرادة حرة. وتتخذ الحقيقة عند المتصوفين ثلاثة أصناف: الأولى حقيقة مطلقة، فعالة واحدة واجبة الوجود بذاتها، وهي حقيقة الله، والثانية حقيقة مقيدة، منفعلة، تصدر عن المطلقة بالفيض والتجلي، وهي العالم؛ والثالثة حقيقة أحدية جامعة بين المطلق والتقيد، الفعل واللاانفعال (الله والعالم).
الواقع لا تتغير طبيعته... لا في الحاضر ولا في المستقبل... أما الحقيقة فيمكن أن تتغير في الوقت المناسب. مثلا: الكثير من الحقائق العلمية كانت غير مقبولة في الماضي، كحركة الكواكب، فمع الوقت أصبحت الآن حقيقة منتشرة! لهذا فالحقيقة التي نصدقها الآن قد تتغير مع الوقت ويظهر صدقها أم عدمه.
الحقيقة تخبرنا عن حقيقة إخـتُـرعت أو اختبرها أحدهم.
الواقع يخبرنا عن حقيقة وطبيعة شيء معين، وجود أخر، أو ما شابه ، بكلمات أخرى الواقع يوضح ويـُـظهر ما إذا كان حقيقة أم علينا التأكد منه.
الواقع ثابت بينما الحقيقة يمكن تحـدّيها ورفضها.
الواقع أمر لا يخضع للشك. بينما الحقيقة معرضة للشك والتساؤل.... الحقيقة تحتاج وقتا لتصبح واقعا!
الأمر كله متعلق بالأصل... الذي هو برهان على المصدر... فعامل الأصالة هو ما يفرق بين الواقع والحقيقة.
- وتنطوي الحقيقة في الفلسفة على عدة معان:
-الأول: هو مطابقة التصور أو الحكم للواقع، أي تطابق الفكر مع الأشياء، أو تطابق المعرفة مع موضوع المعرفة (كانت). وقد تطلق الحقيقة على الشيء الثابت قطعاً ويقيناً، كالقول: «هذه الشهادة مطابقة للحقيقة»، أو «الحقيقة التاريخية».
الثاني: هو مطابقة الشيء لصورة نوعه، أو لمثاله الذي أريد له، فالحقيقة بهذا المعنى هي ما يصير إليه حق الشيء ووجوبه، كالقول: «هذه الصورة مطابقة للحقيقة»، بمعنى أنها بلغت الغاية في التعبير عن الشيء.
الثالث: هو الماهية أو الذات، فحقيقة الشيء ما به الشيء هو باعتبار تحققه حقيقة، كموجود وكائن؛ وباعتبار تشخصه هوية، فلكل شيء ماهية هو بها ما هو، وهي حقيقته بل ذاته: كالحيوان الناطق للإنسان، فحقيقة الوجود ماهيته، وحقيقة إنية الموجود مادته وصورته. وطريق المعرفة به معرفة علله (أرسطو)، وحقيقة الجسم جوهره أي امتداده لا أعراضه المتغيرة (ديكارت)، وحقيقة ماهية الإنسان مجموع علاقاته الاجتماعية (ماركس).
الرابع: هو مطابقة الحكم للمبادئ العقلية، أي الحقائق الأولية.
إذن فليس كل واقع حقيقة!. والحقيقة دوما لها عدة وجوه، قد تظهر لنا، وقد يكون هنالك ما يعيق ظهورها. والواقع لا يُلزم بثبوته، رغم واقعيته، وقد يوجد في المنطق والعقل والبحث العلمي ما ينفيه.
كما أن زاوية الرؤية ومجالها ومكانها وزمانها، ومحيطها ومعطياتها الأخرى قد تؤثر كثيرا فيما نحن بصدد التفكر في مصداقيته ورصده.
ولو وعينا ذلك لعرفنا أن (الرأي الأوحد) دوما يكون مبتورا، وأنه يأتي ضعيف الحجة، متصلبا متعجرفا غير منطقي، ولا يحترم قدرة الله ـ سبحانه وتعالى ـ في تنوع وتجدد قوانين الطبيعة من حولنا. وأنه لا يؤمن بأن الواقع الذي نعيشه يظل دوما قابلا للتغير طالما وجدنا بعقولنا السبل الكفيلة لسبر أغواره، واختباره، ودراسة كنه محيطه، وتأثيرات الطبيعة عليه بزمانها ومكانها وبسائر خصائصها، وبتدخل يد الإنسان بحسن النوايا أو سوئها. لنصل إلى مسببات ظهوره بهذه المظاهر الخادعة لحواسنا.
منهج التفكير والبحث العلمي دوما متغير متطور. والنظريات يأتي عليها الزمان وتصبح قديمة أو خاطئة مهما عشنا ضمن واقعيتها المؤقتة ردحا من الزمن.
فكر (نيوتن) في كنه واتجاهات القوى والزمن، التي عاشت البشرية عليه قرونا عديدة، أتى بعده فكر (أينشتاين) ليجعله فكرا ناقصا وغير منطقي. وليبدل واقع ماديته في فهم قوى الطبيعة إلى حقيقة (النسبية) بحساب معطيات الحركة تبعا للأبعاد الأربعة. ولا غضاضة في ذلك، ولا ينقص هذا من قدر صاحب المبادرة الأولى، ولا ينفي تميز الطرح العلمي السابق، حتى وإن كان ناقصا.