Get Mystery Box with random crypto!

النفوس إما عُلوية ملكية، همها طلب معالي الأمور ونفائسها وما يل | قناة الأدب الإسلامي

النفوس إما عُلوية ملكية، همها طلب معالي الأمور ونفائسها وما يلحقها بعالمها العلوي، وإما سفلية أرضية ترابية، غاية مطلبها ومركزها الأمور الترابية الأرضية، ولا ريب أن الأمور الدنيوية دنية سفلية أرضية، فبينها وبين النفوس السفلية تمام المناسبة، وشبه الشيء ينجذب إليه من غير مزيد كلفة، بخلاف النفوس العلوية، فبينها وبين الدنيا تمام المباينة، وإذا فرض بعض اتفاق مخالطة فهي إلى التنافر والتباين أقرب. ومن هذا قول أبي الطيب المتنبي:
أود من الأيام ما لا توده
وأشكو إليها بيننا وهي جنده
يباعدن حبا يجتمعن ووصله
فكيف بحب يجتمعن وصده
أبى خلق الدنيا حبيبا تديمه
فما طلبي منها حبيبا ترده
وأسرع مفعول فعلت تغيرا
تكلف شيء في طباعك ضده

وقال أرسطو طاليس: الأشكال لاحقة بأشكالها، كما أن الأضداد مباينة لأضدادها.
وقال المتنبي:
وشبه الشيء منجذب إليه
وأشبهنا بدنيانا الطغام

*السفاريني - شرح منظومة الآداب