🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

﷽ معاجز رأس الإمام الحسين عليه السلام النور و القراءة و ال | ๛مفاتيح🗝الجنان³¹³๛



معاجز رأس الإمام الحسين عليه السلام

النور و القراءة و الكلام و النار

روى سهل بن حبيب الشهرزوري قال: كنت قد أقبلت في تلك السنة، اريد الحجّ إلى بيت اللّه الحرام، فدخلت الكوفة، فوجدت الأسواق معطّلة، و الدكاكين مغلقة،

- و الناس مجتمعون خلقا كثيرا، حلقا حلقا، منهم من يبكي سرّا، و منهم من يضحك جهرا.

- فتقدّمت إلى شيخ منهم، و قلت له: يا شيخ ما نزل بكم، أراكم مجتمعين كتائب، أ لكم عيد لست أعرفه للمسلمين؟

- فأخذ بيدي، و عدل بي ناحية عن الناس، و قال: يا سيّدي مالنا عيد، ثمّ بكى بحرقة و نحيب.

- فقلت: أخبرني يرحمك اللّه،

- قال: بسبب عسكرين، أحدهما منصور، و الآخر مهزوم مقهور.

- فقلت: لمن هذان العسكران؟

- فقال: عسكر ابن زياد و هو ظافر منصور، و عسكر الحسين بن عليّ- (عليهما السلام)- و هو مهزوم مكسور،

- ثمّ قال: و احرقتاه أن يدخل علينا رأس الحسين، فما استتم كلامه إذ سمعت البوقات تضرب، و الرايات تخفق، قد أقبلت فمددت طرفي، و إذا بالعسكر قد أقبل و دخل الكوفة.

- فلمّا انقضى دخوله، سمعت صيحة عالية، و إذا برأس الحسين- (عليه السلام)-، قد أقبل على رمح طويل، و قد لاحت شواربه، و النور يخرج ساطعا من فيه، حتى يلحق بعنان السماء.

- فخنقتني العبرة لمّا رأيته، و أقبلت من بعده أمّ كلثوم، عليها و على آبائها السلام، و عليها برقع خزّ أدكن، و هي تنادي: يا أهل الكوفة، نحن و اللّه سبايا الحسين غضّوا أبصاركم عن النظر إلينا، معاشر الناس، أ ما تستحيون من اللّه و رسوله؟ تنظرون إلى حريم نبيّكم رسول اللّه- صلّى اللّه عليه‏ و آله- و حريم عليّ المرتضى، و فاطمة الزهراء- (عليهما السلام)-.

- قال: فغضّوا الناس أبصارهم من النظر إليهم،

- قال سهل بن حبيب- (رضي الله عنه)- عنه: فوقفوا بباب بني خزيمة ساعة من النهار، و الرأس على قناة طويلة، فتلا سورة الكهف، إلى أن بلغ في قراءته إلى قوله تعالى:

{ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً.} (1)

- (1) الكهف: 9.

- قال سهل: و اللّه إنّ قراءته أعجب الأشياء، ثمّ بكيت و قلت: إنّ هذا أمر فظيع، ثمّ غشي عليّ، فلم أفق من غشوتي إلى أن ختم السورة.

- قال: و أقبلوا بالرأس إلى عبيد اللّه بن زياد،

- قال بعضهم: حدّثني بعض من حضر ذلك اليوم، قال: رأيت نارا قد خرجت من القصر، فولّى عبيد اللّه بن زياد هاربا من مجلسه إلى بعض البيوت، و ارتفعت النار و تكلّم الرأس بصوت فصيح و لسان طلق، حتّى سمعه عبيد اللّه بن زياد- لعنه اللّه-، و جميع من في القصر، و هو يقول:

- إلى أين تهرب يا لعين، إن عجزت عنك النار في الدنيا، فما تعجز عنك في الآخرة.

- قال: هي مثواك يوم القيامة.

- قال: فوقع كلّ من كان حاضرا على ركبهم سجّدا من تلك النار، و كلام الرأس، فلطموا على رءوسهم ، لأجل ذلك.

- فلمّا ارتفعت و سكت الرأس، رجع عبيد اللّه بن زياد، و جلس في مجلسه، و دعا بالرأس، فاحضر بين يديه و هو في طست من الذهب،

- و جعل يضرب بقضيب في يده على ثناياه، و ينكتها، و يقول: قد أسرع الشيب إليك يا أبا عبد اللّه.

- فقال له رجل من القوم: مه فإنّي (رأيت‏)(1) رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و آله)-، يلثم حيث تضع قضيبك،

- فقال: يوم بيوم بدر، و أراد أن يصلبه في الكوفة، فخشي أن يتكلّم عليه بكلام آخر. (2)


(1) أضفناها لمناسبة السياق.

(2) لم نعثر عليه في المصادر المعتبرة نعم في منتخب الطريحي ما يشابهه في بعض معانيه: 288- 289 و البحار: 45/ 127- 128 و العوالم: 17/ 527- 428 عن مقتل الخوارزمي: 2/ 60.


مدينة المعاجز ج4 ؛ السيد هاشم البحراني