🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

‌‌‌‌‌‌‏الإنسان يحتاج إلى أن يستفيد من كل شيء، لاحِظ نبي الله س | محمد علي الحوثي



‌‌‌‌‌‌‏الإنسان يحتاج إلى أن يستفيد من كل شيء، لاحِظ نبي الله سليمان وهو نبي بعدما سمع كلام النملة ظهر في مظهر من الخضوع بشكل عجيب، ألم يقل: ﴿وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾؟ هذه النملة استفاد من كلامها تذكيراً بنعمة عظيمة عليه، كيف أن النملة نفسها عندما قالت: ﴿لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ أي: أنها عارفة أن سليمان عادل وليس بإمكانه أن يدوس على نملة متعمداً ولا أحد من جنوده، إذاً هو في نعمة كبيرة جداً أنه حتى الحيوانات الصغيرة تعرف عدالته. جاء بهذه العبارة الهامة في الخضوع لله، أليست هذه نملة أفادته بشكل عجيب؟! إذاً فلا يظن الواحد منا أنه أذكى أو أعلى من أن يستفيد من نملة أو بعوضة أو أيِّ شيء، معنى هذا كبرياء وغرور.

﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ فكيف تستحي أنت وأنت الإنسان القاصر من أن تستفيد من أيِّ شيء من مخلوقاته الصغيرة هذه، وأن تتأمل فيها، تستفيد معرفة؟! وأن المؤمن هكذا يكون حريصاً جداً على ما يزيده هدى وإيماناً ومعرفة و... بينما الكافر هناك غرور، تعجرف، يناقش أنه: لماذا تُضرب بعوضة أو ذبابة أو عنكبوت؟! كل هذه ذكرت في القرآن: عنكبوت وذبابة وبعوضة.

﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ﴾ يضل بهذه الطريقة أو يهدي بهذه الطريقة من خلال ضرب أمثلة في كتاب الله الكريم في جزء من كتابه ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ﴾ الخارجين عن طريقته يكونون عرضة للتضليل، عرضة لأن يُضلوا فعلاً، يضيعوا ويبعدوا وفي نفس الوقت ستظهر سلوكياتهم فيما بعد على هذا النحو، وهم في نفس الوقت عادة يكونون على هذا النحو عندما يذكر من صفاتهم بعد: ﴿الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.

في الأخير تلاحِظ هنا بأن هؤلاء الناس الذين يرون أنفسهم بأنهم تقريباً يترفعون من أن يُضرب لهم مثلاً بعوضة أو عنكبوت أو ذبابة فليس معنى هذا بأنهم أناسٌ قمة في ماذا؟ في القيم وفي النزاهة وفي الطهارة، وفي أنفسهم، هم واقعهم هكذا: هم سيئون ﴿يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ﴾ أحياناً أنت تُعتبَر أحمق عندما تبدو على هذا النحو وأنت منحط في واقعك، أي: عندما ترى طرفاً مترفعاً قد يبدو لديك بأن هذا الإنسان يبدو على مستوى عالٍ من الطهر والنزاهة والثقافة والمعرفة وأشياء من هذه فهو يترفع، لا، في الواقع قد يكون منحطاً. هؤلاء يقولون: ﴿مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً﴾؟ وهم في واقعهم على هذا النحو: ﴿يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ﴾ إذاً هم منحطون فهم في نفس الوقت مِن أحوج الناس إلى أن يهتدوا بأي شيء يُقدَّم لهم، بأي مثل يُضرَب لهم ليهتدوا به، فلماذا الترفع إذاً؟! هل لأنهم هم ذوو قيمة في نفوسهم؟ هم هكذا: يفسدون في الأرض، وينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل، أليس هؤلاء منحطين، أم أنهم مثلاً على معرفة عالية وثقافة عالية واستنارة واستبصار لا يحتاجون إلى هُدى؟! هم بحاجة إلى هُدى ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.

ثم تحدث الله عن الملائكة عمَّا قالوا وكيف انتهت المسألة مع آدم وإبليس، هل الموضوع بالنسبة لله سبحانه وتعالى أنه يحتاج إلى استشارة أحد؟ لا، يستشيرهم، ما رأيكم نريد أن نجعل في الأرض خليفة؟! لا، لكن القضية يأتي من خلالها دروس بالنسبة للملائكة أنفسهم أو بالنسبة للإنس والجن، أي: هذه القضية فيها دروس للملائكة والجن والإنس، فيها دروس، وفيها عبر، تعطي هُدى للملائكة وللإنس وللجن
--------------------------------------------------
السيد حسين بدرالدين الحوثي
الدرس الثالث - سورة البقرة
الصفحة 14

https://twitter.com/Moh_Alhouthi/status/1682836685254426632
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/Mohammadlhouthi