2023-07-18 20:46:16
نرى ما بين أيدينا من ركام الأقوال لا يُقدِّم ولا يُؤخر
نرى أنفسنا في مثل هذا العصر منحطين في أسفل درك في عالم الصناعة
في عالم الاختراع
في عالم الإبداع
فنصبح نحن المسلمين جاهلين حتى باستخدام الآليات التي ينتجها الآخرون
فنرى أنفسنا في الأخير كيف خضعنا لهم، بل كيف انبهرنا بهم
بل كيف تنكّرنا لديننا وحمَّلناه مسؤولية تخلفنا.
والواقع نحن الذين ظلمنا ديننا من البداية، نحن لم ننطلق على هداه فظلمناه في البداية، وظلمنا أنفسنا حتى عندما وحينما رأينا الآثار السيئة للمسيرة المغلوطة التي سرنا عليها نأتي من جديد لنحمِّل ديننا المسؤولية
نأتي من جديد لنقبل ما يقول الآخرون في ديننا: (دين تخلّف) (أفيون الشعوب) لازم أن تلحقوا بركاب الحضارة الغربية، ونلحق بركاب الآخرين، فنتـثقف بثقافتهم، القرآن لم يعطنا شيئاً، الدِّين لم يعطنا شيئاً، فلننطلق وراء الآخرين. فأصبحنا فعلاً، هيَّأْنا أنفسنا، وهيَّأْنا أولئك الذين صرفوا الآيات هذه إلى المجال الذي ليس من مسؤوليتهم، إلى المجال الذي قد تكفل الله به
{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى}
قد تكفل به {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ}
تكفل هو بأن يعرفنا بنفسه،
أن يعرفنا بكماله من خلال كتبه وأنبيائه،
تكفل هو بأن يشرِّع لنا من خلال كتبه، وأنبيائه، وورثة كتبه، إذاً هذا الميدان مضمون
انطلق أنت في ميادين الحياة على وفق ما يرشدك إليه هذا الدِّين.
عندما تنكّرنا لديننا أصبحنا فعلاً بيئة صالحة لتقبل الدعايات ضد الدِّين
بل أصبح الواحد منا يرى نفسه متحضراً بمقدار ما يتحلل من قيم دينه، بمقدار ما يتنكر لدينه وإلهه، فالقرآن لا شيء؛
ولهذا أصبح في المجتمع الإسلامي علمانيون كثير،
علمانيون يتنكرون للدِّين، ويسخرون حتى من المرأة عندما تلبس الحجاب الإسلامي، ويرون فيه مظهراً للتخلف.
نقول لهم: لا تحمِّلوا الدِّين المسؤولية، حمِّلوا أولئك الذين نقلوا لكم الدِّين بشكل مغلوط، ارجعوا إلى القرآن أنتم.
والآخرون الذين أنتم منبهرون بهم هم من شهدوا لهذا القرآن
هم من تجلّى على أيديهم من خلال ما أبدعوا إعجاز هذا القرآن.
ارجعوا أنتم إلى أولئك الذين قدموا لكم الدِّين بشكل مغلوط، وشغَّلوا تفكيرهم في المجال الذي قد ضُمن لهم، وصرفوه عن المجال الذي أريد أن يتحركوا فيه، أُريد لهم من خلال دينهم هو أن يتحركوا فيه، ارجعوا إليهم فتنكروا لما قدموه لكم،
وعودوا إلى القرآن من جديد لتعرفوا كيف أن القرآن كان باستطاعتنا لو مشينا على هديه، وعلى إرشاده، أن نكون نحن الأمة السباقة حتى في مجال التصنيع، والاختراع، والإبداع في مختلف الفنون.
{لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} يعني ينظرون، ينظر في ماذا؟ ينظر في مجال معرفة الله، هذا مُحْدَث ولكل مُحْدَث مُحدِث، إذاً فله مُحدِث؟
كلمة مفروغ منها،
تعرفها حتى الحيوانات، والنتيجة ما هي؟
النتيجة فقط إصدار حكم، فأصدرنا حكماً
بأن الفاعل لهذا الفعل المحكم يسمى حكيماً، فقلنا: حكيم،
أليس هذا إصدار حكم؟
حتى لم نحصل على أثر وجداني للمعرفة، وتحصل معرفة بسيطة جداً، ونحو هذه المعرفة المحدودة في واقعها، وعديمة الأثر فيما تتركه في النفوس، يسخّر كل آيات التفكر والنظر نحوها
بينما كان ستحصل المعرفة الواسعة من خلال القرآن وهو يرشدنا في مجال معرفة الله سبحانه وتعالى
حينما نرى أن كل شيء في هذا العالم يتحرك بالشهادة على كمال الله، وهو يرشدنا إلى كيف نتفكر فيما سخر لنا.
من خلال تفكرنا ودراستنا للأشياء وإبداعنا فيها واختراعنا وتصنيعنا
أليس سيظهر الكثير من الأشياء التي تشهد بعظمة حكمة الله، وسعة علمه، ولطفه، ورحمته، وتدبيره لشؤون خلقه، وعلمه بالغيب والشهادة، وعلمه بالسر في السموات والأرض؟
سيترافق الشيئان.
وهذا هو ما يمكن أن نقول فعلاً: إن القرآن الكريم عمل على أن يدفع بالمسلمين نحو أن يسبقوا الأمم الأخرى في مجال الإبداع، والاختراع، والتصنيع من منطلق عقائدي ودافع عقائدي
قبل دافع الحاجة التي انطلق على أساسها الغربيون الحاجة والفضول هذا شيء
لكن القرآن أراد أن ننطلق فيما نفهم، أن ننطلق باعتبار هذا عبادة، بدافع عبادي (تفكروا) {يَتَفَكَّرُونَ} والتفكر ما هو؟
دراسة الأشياء، فهمها، متى ما فهمنا هذه العناصر في هذه الأرض فبطابع الفضول الموجود لدى الإنسان سنحاول أن نجرب كيف سيكون إذا أضفنا هذا إلى هذا، بعد أن عرفنا طبيعة هذا العنصر وطبيعة هذا العنصر، كيف إذا أضفنا هذا إلى هذا بنسب معينة زائد نسبة من هذا ماذا سيحصل؟ قد يحصل كذا فتأتي التجارب.
#الشهيد_القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي: معرفة الله - نعم الله - الدرس الثاني - الصفحة 11
https://twitter.com/Moh_Alhouthi/status/1681358649388679212
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/Mohammadlhouthi
5.4K views17:46