من تحت القصف، ومن بين الركام والدمار، تخرج أمهات عظيمات حافظات | 💙MOoN | قَــمــر💙
من تحت القصف، ومن بين الركام والدمار، تخرج أمهات عظيمات حافظات لكتاب الله يسردن القرآن كاملًا في جلسة واحدة!
نساء لم تثنِ عزمهن الظروف ولم يتحججن بالأعذار من بيت و زوج وأطفال عن مصاحبة كتاب الله ومعاهدة حفظه حتى وصلن لهذه الدرجة من الإتقان!
لم يمنعهن الخوف؛ بل القرآن كان لهن أمان!
استوقفتني كثيرًا صور الأمهات فواحدة تحمل رضيعها وأخرى تضع صغيرها بجوارها، فأسرتني وأخذت بمجامع قلبي،
وأعادت لي ذكريات ختمة إجازتي بقراءة الإمام عاصم، حيث كنت أقرأ على معلمتي وأنا أحمل صغيرتي أرضعها حينًا وتبكي حينًا فأهزها لتهدأ، وفي الوقت ذاته كانت معلمتي أحيانًا تحمل صغيرها أيضًا وهي تسمعني بإنصات!
يارفاق ما من أحدٍ حفِظ القرآن وأتقن حفظه وأحسنَ مصاحبيته في ظروفٍ وردية،
أفحسبت أن تكون من أهل الله وخاصته ولما يعلم الله جهادك وصبرك وإحسانك في مصاحبة كتابه والعيش مع كلامه!!
أفحسبت أن ترقى أعلى درج الجنة مع آخر آية تقرؤها ولما يُسهر القرآن ليلك ويُظمِئ نهارك!
إذا كان يوم صفوة الحفاظ يوم مهيب، فكيف بيوم القيامة حين،" يُقال لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها"!.
فيالحسرة الفوت آنذاك ويالمرارة الندم لمن فاته هذا الأجر!!
القرآن يحتاج منك بذل وسعي وجهاد وصبر مع صدق استعانة وإخلاص.
القرآن عزيز، ولو أعطيته عمرك فليس بكثير، فأحق ماتوهب له الأعمار كتاب الله!
جعلني الله وإياكم وذرياتنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، و رزقنا حسن مصاحبة القرآن وجعلنا ممن يقال لهم اقرأ وارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. آميين.
