2022-10-07 19:44:41
نورٌ بمولدهِ الوجودُ تعظما
تزهو السماءُ بهِ وما بعد السما
نورٌ بمولدهِ الملائكُ أدرَكَتْ
من أجل من سجَدَتْ وآدم كُرِّما
أهدى الفضاءَ ثقافةً من ضوءها
استوحى النجومَ وللشموس استلهما
نورٌ بهِ جاءَ الحبيبُ فصارَ يدري
الفجرُ موطنهُ وأين تبرعما
هو مولدٌ يدري الوجودُ بأنهُ
لبلوغ هذا اليوم أُنشئَ مُحكما
تأتي الدهورُ لتحتفي بقدومه
لولاهُ ما خُلقَ الزمانُ ونُظما
كانت تُرتَّلهُ الغيوبُ على المدى
والكائناتُ تهيمُ فيه تبسُّما
تَلِدُ الطبيعةُ ألفَ نهرٍ كُلَّما
جبلٌ تخيَّلَ وجههُ وتيَمَّما
هو رحمةٌ للعالمين وكلُّ من
يسعى لنيل نصيبهُ منها احتمى
ماذا تُضيفُ لهُ القصائدُ والرؤى
ماذا عسى الأقلام أن تحكي وما !
والله لمَّا شاءَ وصفَ مقامهِ
للناس أنزلَ مُصحفاً وتكلَّما
يا من تُسبِّحهُ الخلائقُ كلها
قلبي على أعتاب حضرتكَ ارتمى
إني أتيتُكَ مُثقلاً بمواجعي
وطرقتُ بابَكَ حائراً مُتلعثما
هذي الجوارحُ غيرُ لائقةٍ بأنْ
ألقى بها طه وأن أتقدما
أحتاجُ عيناً مُذ أضاءت لم ترى
غيرَ الجمال كواكباً أو أنجُما
أحتاجُ ثغراً ما جرى بلسانهِ
قولٌ سوى صلَّى الإلهُ وسلَّما
أحتاجُني أنقى بقربكَ سيدي
كي أستحقَّ بأن أراكَ وألثما
إني بِبابِكَ ضامئٌ يرجو بأن
يُسقى ويُسقى دون أن يروي الضما
يامن أتيت إلى البرية هادياً
والله للكون اصطفاك معلما
ياسيدي إن الغزاة توغلوا
فيناوصف المسلمين تقسما
لو أنهم علموا يقيناً أنه
فيهم رسول الله وأتبعوا لما
ضاعت كرامتهم وصار عدوهم
في أرضهم يقتادهم مثل الدمى
يا سيدي إنَّ الملايين التي
أجرتكَ بين عروقها الخضرا دما
سيقولُ ربُّكَ وهو يعلمُ صدقها
( أن الذين يُبايعونكَ إنما )
بِكَ بايعوا الرحمن يدُهُ فوقَ أيديهم
فكانَ النصرُ فيكَ مُحتَّما
ويُجدِّدون لكَ الولاءَ بمولدٍ
تزهو السماءُ بهِ .. وما بعد السما
#معاذ_الجنيد
#المولد_النبوي_الشريف
ربيع أول ١٤٣٤ هـ
1.3K views16:44