🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

لا تقولوا الإسلام دين السلام د. إياد قنيبي كثيرا ما نسمع | على دربهم نسير 📚

لا تقولوا الإسلام دين السلام

د. إياد قنيبي

كثيرا ما نسمع المسلمين يقولون: الإسلام دين السلام...
خاصة في الغرب عندما يحاول المسلمون الدفاع عن دينهم أمام أصحاب الأديان الأخرى...
يقولون: (Islam is a religion of peace)..دين سلام.

يرد عليهم غير المسلمين: كيف تقولون أن الإسلام دين السلام وعندكم هذه الآية وتلك الآية في القرآن تقول: (وقاتلوهم)؟
هنا يظهر المسلمون وكأنهم يخادعون الآخرين ويحاولون أن يخبئوا شيئا من دينهم..وقد تراهم يدخلون مع الآخرين في نقاشات أنه وأنتم أيضا عندكم في كتبكم قتل وقتال.

إخواني ليس هناك شيء نستحي منه في ديننا..بل علينا أن نكون واضحين، فاهمين لحقيقة ديننا أولاً، معتزين به، ثم سنكون قادرين على مفاخرة العالم كله به دون خجل ولا مواربة.
عندما تريد أن تقول: (الإسلام دين القيمة الفلانية)...فيجب أن تكون هذه القيمة حاضرة في كل تعاليم الإسلام لا تخالفها آية واحدة ولا حديث واحد.

لذلك إذا أردنا أن نلخص الإسلام في عبارة، فليس من الصحيح أن نقول أنه دين السلام..لأن الإسلام يأمر بالحرب بالفعل في بعض المواطن.
لكن الصحيح أن نقول ونعلن للناس أن الإسلام دين الحق والعدل...الحق والعدل.

هاتان القيمتان تسريان في كل تعاليم الإسلام، في كل آياته وكل أحاديثه وتشريعاته...لا يمكن أبداً أن ترى آية واحدة تأمر بالباطل، الذي هو ضد الحق...أو آية واحدة تأمر بالظلم، الذي هو ضد العدل...لا يمكن.
الحق والعدل هما القيمتان اللتان يلتزم بهما الإسلام في جميع شرائعه بلا استثناء.
قال الله تعالى:
(اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ)..وقال تعالى:
(وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)..وقال تعالى:
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)

فالإسلام دين الحق والعدل..هاتان هما القيمتان المنطبقتان في كل تعاليمه..أما السلام، فقد تكون مسالمة الكفار في بعض المواطن باطلا وظلما ويكون من الحق والعدل مجاهدتهم.
كذلك أيضاً الحرية...لا يصح أن يقال أن الإسلام دين الحرية..سيقال إن كان دين الحرية فلماذا لا تقبلون بحرية الشذوذ مثلا؟
بل نقول: هناك حريات هي باطل وظلم لا يقر بها الإسلام.
ولا يقال الإسلام دين المساواة هكذا بإطلاق..سيقال إن كان دين المساواة فلماذا لا تساوون بين المرأة والرجل في كل شيء من الأدوار الاجتماعية والحقوق والواجبات؟ بل نقول: من المساواة ما هو باطل وظلم.

طيب كيف نعرف الحق والعدل في الأمور كلها؟
بالطاعة المطلقة والعبودية لله تعالى، فالإسلام دين العبودية لله، لا دين العبودية للأهواء ولا لسلطان المتنفذين وأصحاب الأموال والإعلام المتسترين بالديمقراطية ورأي الأغلبية..

عندما نفهم إسلامنا كما هو بهذا الشكل، ونعرضه على الناس على حقيقته، فإنا لن نرتبك عندما يواجهنا أي أحد بأية آية من آياته أو تشريع من تشريعاته. وهذه نصيحة مهمة جدا لإخواننا في الغرب الذين يختلطون بغير المسلمين، أن يكونوا واضحين في هذه المسألة، ويكون شعارهم في خطابهم لغير المسلمين هو هذا: الإسلام دين الحق والعدل.
الله تعالى جعل للحق والعدل جاذبية في نفوس الناس..في فطرهم...فمن قبل به كما هو فأهلا وسهلا، ومن رفضه فإنما يرفضه لانتكاس في فطرته..(إنك لا تهدي من أحببت)، ولا يليق بإسلامنا أن نطوعه للشعارات المرفوعة في زمن من الأزمة، والتي يخالفها رافعوها أشد المخالفة، كالسلام والحرية والمساواة، التي ترفع شعاراتها الهيئات الدولية وتخونها في سياساتها العالمية.

وفي النهاية، لن ترى غير الإسلام بوحيه المحفوظ يحقق السلام الحق العادل ولا الحرية ولا المساواة العادلتين..

وقد أحسن شوقي إذ قال:

كم من غزاة للرسول كريمة... فيها رضا للحق أو إعلاء
كانت لجند الله فيها شدة... في إثرها للعالمين رخاء
ضربوا الجهالة ضربة ذهبت بها...فعلى الجهالة والضلال عفاء
دعموا على الحرب السلام وطالما... حقنت دماء في الزمان دماء

والله تعالى أعلم.