Get Mystery Box with random crypto!

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة3) | علي‌رضا بناهیان

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة3)

لا قيمة للصلاح من دون استقلال/ الشخص غير المستقلّ يصعب أن يصبح صالحًا
ليس الإخلاص أمرًا دينيًّا وروحانيًّا وحسب، بل إنّ له في حياة الإنسان دورًا مهمًّا


لا قيمة لأن يكون المرء صالحًا ويأتي بأعمال خيّرة من دون أن يكون مستقلًّا. بل أساسًا إنّ من الصعب على الإنسان غير المستقلّ أن يصبح صالحًا، وإنّ صلاحه – بالطبع – لن يكون ذا قيمة، اللهمّ إلّا أن تعمل حسناتُه على أن يتحوّل إلى إنسان مستقلّ. والآن فلتقرّروا أنتم ما هو الأهم، الصلاح أم الاستقلال؟ على أنّ العكس صحيح أيضًا؛ أي إنّك إن كنت مستقلًّا ولم تكن صالحًا فهذا سيّئ، وسنتحدّث قليلًا في هذا الموضوع الليلة. إلّا أنّ الذين لديهم روح المطالبة بالاستقلال ويتمتّعون بالاستقلاليّة لا يصبحون سيّئين في العادة.

قد يظنّ البعض أنّه مستقلّ بعض الشيء ويصبح سيّئًا، وسنتكلم في هذا الموضوع قليلًا. إجمالًا، وتفاديًا لنشوب النزاع، علينا إنجاز أمرين في آن واحد: الأول هو أن نعمل على استقلاليّتنا؛ الاستقلاليّة في الشخصيّة والتحلّي بروح الاستقلاليّة، وأن نتمرّن على الحياة باستقلاليّة، بل ونرفع من مستوى مطالبتنا بالاستقلاليّة؛ خلاصة القول: أن نشتغل على استقلاليّتنا التي هي رأس المال الأساسي للعزّة. والثاني هو أن نشتغل على صلاح أنفسنا أيضًا.

أجواء المجتمع، في العادة، مشحونة بالتوصيات بالصلاح لكن قلّما يُتحدَّث عن الاستقلاليّة، لا بل ويُعمَل ضد الاستقلاليّة أيضًا! يبعثون بالطفل إلى المدرسة ويريدون منه أن يدرس بأيّ ثمن! وهذا خطأ فادح، إنها ليست تربية دينية، ليس هذا منهاجًا تربويًّا تعليميًّا إسلاميًّا. فإنّ من الأمور التي تأخّرتْ كثيرًا على أَسلَمَتِها، بل ولم تتأَسلَم إلّا قليلا جدًّا هي نظام التربية والتعليم عندنا. فحيثما رأيتَ مبحثًا مهمًّا يُطرح في محاضرةٍ ما ويَلقَى ترحيبًا من الشباب فهذا يعكس ضعف نظام التربية والتعليم! فلماذا لم يُطرح هذا الموضوع المهم في منهاج التربية والتعليم، ولِمَ يجهله شبابُنا؟! لماذا ينبغي للشاب أن يسمع الأمور المهمة من على المنابر فقط؟! ماذا تصنع مؤسّسة التربية والتعليم في نظام الجمهورية الإسلامية إذن؟!

كالذي يطّلع على جدول الضرب وهو طالب جامعة أو في عمر الكهولة فيقول: "كم هو رائع!" مع أنه يحمل شهادة الثانوية! ما الذي علّموه في المدرسة إذن؟ جدول الضرب هو من الأوّليّات التي كان ينبغي أن يعلّموه إيّاه في المدرسة. فإنّ من أوّليّات التربية والتعليم هو أن لا يُجبَر التلميذ على الدراسة بأيّ ثمن وبأيّ حافز، وإلّا كان تعليمًا لعدم الاستقلاليّة، تعليمًا للتطفّل على الغير والتبعيّة لهذا والتأثّر بذاك.

يخطئ الذين يظنّون أنّ الإخلاص أمر روحاني وحسب، بل إنّه حقيقة الحياة... الموت للحياة الخالية من الإخلاص! الحياة من دون إخلاص لا تتبلور. يظنّ الكثيرون أن الإخلاص يرتبط بالعبادة والصلاة وحسْب، وأنّ بإمكان الحياة أن تجري من دون إخلاص، وأنه لا أهمّية للأخير في حياة البشر!

إنها لإهانة لله تعالى أن تتصوّر أنّ الإخلاص مهمّ لله فقط ولا أهمّية له في حياتنا. أوَيُمكن أن يكون شيءٌ اسمه "الإخلاص" مهمًّا بالنسبة إلى الله ثمّ لا يكون له في حياة الإنسان من دور؟! أيّ توحيد هذا الذي يحمله البعض؟! يقول تعالى في كتابه العزيز: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْف» (سورة الحج/ الآية11)؛ أي ثمة من الناس من حصَرَ عبادةَ الله تعالى في زاوية من حياته فلم تملأ حياته كلّها؛ «على حرف» أي جعلها على جانب من الحياة.


سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
02/ محرم/1443
اقرأ النص الكامل هنا:
Arabic.bayanmanavi.ir/post/1614

المحاضرة 2

@PanahianAR