Get Mystery Box with random crypto!

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة3) | علي‌رضا بناهیان

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة3) القسم الثاني

الإخلاص مفهوم عينيّ بامتياز لنجاح الإنسان والمجتمع/ الإخلاص هو المصطلح الديني "للاستقلاليّة"
إذا أردتَ تنشئة ولدك مستقلًّا فلا تُكرِهه بأيّ حافز على الدراسة، بل ولا على الصلاة!
مبدئيًّا لا معنى للصلاح من دون استقلال أو إخلاص/ الصلاح والسلوك الصالح هو الآخر من ثمار الاستقلاليّة


الإخلاص مفهوم عينيّ بامتياز لنجاح الإنسان في الحياة ونجاح المجتمع، وهو العامل للتنمية والتقدّم، ولصحّة الروح، وسلامة العلاقات الاجتماعية، والتوازن النفسيّ عند البشر، وهو لهذا مهمّ جدًّا لحياة الإنسان. ولهذا تحديدًا لا يقبل الله جلّ وعلا أيّ عمل من دون أخلاص. الإخلاص ليس أمرًا دينيًّا، بل أمر حيويّ للبشر، لا بل إنّ الدين نفسَه أمرٌ حيوي للبشر. وسنشير في المحاضرات القادمة إلى سبب نشوء هذه القناعة في مجتمعنا وهي أنّ الدين هو شيء إلى جانب الحياة، وإنْ كان حُليَة جيّدة، وموقَّرة بطبيعة الحال!

والإخلاص هو التعبير الديني لمفهوم الاستقلال؛ فإنّ من الواجب عليك أن تكون مستقلًّا (أي مخلصًا) وتكون صالحًا في آنٍ معًا. وإنّ التعبير الدينيّ لقولنا: "لا قيمة للصلاح من دون استقلاليّة" هو: "لا قيمة للصلاح من دون إخلاص".

عندما تريد تنشئة أحدٍ ما (ولدِك مثلًا) مستقلًا فلا ينبغي إجباره بأي ثمن على الدراسة، كما لا يجوز أيضًا إكراهه بأيّ ثمن أو حافز كان على الصلاة، ولا على الجهاد.

ذات مرّة سحبَني أحد مجاهدي كتيبة "حبيب"، الذي استُشهد فيما بعد في عمليّات كربلاء الخامسة - سحبَني جانبًا بصفتي مُرشِد الكتيبة وقال لي: "فلتتلو على مسامعنا هذه الرواية...". قلتُ: "لا تطاوعني نفسي، هذه الرواية ليست لأمثالكم، إنها تتصل ببعض من كانوا في صدر الإسلام...". قال: "لا بد أن تتلوها علينا"، إلى أن أرغمني في النهاية على تلاوتها على مسامعهم. ما هي هذه الرواية؟ هي أن البعض يُستشهَد جهادًا في سبيل الله فيقول الله تعالى له يوم القايمة: "بماذا أتيتَ؟" يقول: "لقد استُشهدتُ في سبيلك". فيقول الله له: "كذبتَ! لقد قاتلتَ لكي يقال عنك شجاع، لم تخشَ الموت حتى لا يُمَسّ كبرياء شجاعتك، خذوه إلى النار!" قال لي المجاهد: تعال واتلُ هذه الرواية علينا لكي نخاف أن لا نُخلِص لله عملَنا"؛ «إِنَّ أَوَّلَ النّاسِ يُقضَى يَومَ القِيامَةِ عَلَيهِ رَجُلٌ استُشهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها قالَ: فَما عَمِلتَ فِيها؟ قالَ: قاتَلتُ فيكَ حَتَّى استُشهِدتُ؟ قالَ: كَذَبتَ، وَلَكِنَّكَ قاتَلتَ لِيُقالَ جَرِي‏ءٌ فَقَد قيلَ ذَلِكَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجههِ حَتَّى أُلقِيَ في النّار» (منية المريد/ ص134).

لنقل: إنّ الشهادة (القتل في سبيل الله) تحتاج إلى دافع إلهي، لكن أيَسعُنا القول إنّه: لا بأس من أن يكون للدراسة أيّما دافع سخيف وتافه؟! لماذا نفعل بأنفسنا هذا؟ أوَسوف يتسنّى لنا – بعد هذا – أن ننظّف المجتمع من الفشل، والقصور، والارتشاء، وأكل الريع، والفساد الإداري؟!

علينا أن نُقِرّ – مبدئيًّا – أنّه لا معنى للصلاح من دون استقلال وإخلاص. لكنّني، ولتفادي النزاع، سأتكلّم ببعض السلميّة قائلًا: "كلاهما مهم: الصلاح وانتهاج السلوك الصالح من جهة، والاستقلاليّة والإخلاص من جهة أخرى. أما إذا أردتُ التحدّث بأسلوب دقيق لقلت: الاستقلاليّة فقط هي المهمّة، ولا شيء آخر مهمّ! وإنّ الصلاح والسلوك الصالح هما ثمرة الاستقلاليّة. وإنّ المستقلّ حقًّا لا يفسد. لكن لو أردنا التكلّم بهذه الطريقة لصعُب علينا جدًّا الدفاع عن هذا الكلام؛ إذ سترتبك العقليّات التي تفصلها عن هذا الكلام مسافة وسيكون من الصعب إقناعها بذلك.

سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
02/ محرم/1443
اقرأ النص الكامل هنا:
Arabic.bayanmanavi.ir/post/1614

المحاضرة 2

@PanahianAR