🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة4) | علي‌رضا بناهیان

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة4) القسم الثاني

مشكلتان أساسيّتان تعيق الاهتمام بمفهوم الاستقلاليّة في مجتمعنا
إذا أراد بلدُنا الاستقلال فلا بدّ أن يكون كلّ فرد فيه مستقلًّا
العائق الأوّل أمام الاستقلاليّة والعزّة هو القناعة بقليل اللذّة والمنفعة


هناك في مجتمعنا مشكلتان أساسيّتان تعيق الاهتمام بمفهوم الاستقلاليّة. لماذا اهتمام الشخص أو الشاب بمفهوم الاستقلاليّة قليل؟ لو أراد الشخص أن تمثّل الاستقلاليّة له – حقًّا – قيمة تدخل في صياغة هُويّته فلا بدّ أن يشعر مع هذه الاستقلاليّة بالعزّة، وأن يشعر إذا غابت عنه بالمذلّة، وأن يحسّ إذا فقدَ الاستقلاليّة روحيًّا أنّه أصبح ذليلًا.. هكذا يجب أن يكون الشاب.

إنّ سبب لذّتك لدى إقامة عزاء أبي عبد الله الحسين(ع) هو أنّه(ع) نادى بالاستقلاليّة، بل بما هو أعلى وأكمل من الاستقلاليّة، وبما هو نتيجتها، وهو "العزّة"، وقد ثَبَت وبذَلَ دمَه من أجل هذه العزّة. إنّك لو لمستَ ذلك في سيرة حياة أيّ شخص لأثنيتَ عليه. طيّب، فماذا عن سيرة حياتك أنت؟ لا يدَع أيُّ واحد منكم استقلاليّته تتضرّر.

إذا أراد بلدنا الاستقلال فلا بدّ أن يكون كلّ فرد من أفراده مستقلًّا. وإذا أراد بلدنا أن يكون عزيزًا فلا بدّ أن يكون كلّ فرد من شعبه عزيزًا، وإلّا فهناك من السياسّيين من سيُنَظّر للتبعيّة بعيدًا عن روح المطالبة بالاستقلاليّة والعزّة، وسيحصد أصوات الجماهير، فيجرّ على الشعب الويلات، ثم يقف الشعب حائرًا يتساءل: من أي ناحية أتاه الضرر؟! تضرّرنا من حيث لم يُولِ البعضُ للاستقلاليّة والعزّة أهمّيّة كبيرة. ولعلّي سأتناول بعض هذه الأمثلة بقليل من التوضيح في الليالي القادمة.

ثمّة في مجتمعنا عائقان يمنعاننا من التطرّق إلى الموضوع الاستقلاليّة، ومن أن يكون لنا مجتمع يهتمّ بهذا الأمر، ومن أن يركّز كلّ واحد من شبّاننا على موضوع الاستقلاليّة. فمن المهمّ جدًّا أن نعرف لماذا لا يتناول الناس مسألة الاستقلاليّة ولا يهتمّون بقضيّة العزّة؟

السبب الأوّل لهذا هو أنّ حبّ اللذّة الضحلة وطلب المنفعة الضئيلة يَحُولان دون استقلاليّة الإنسان في مجتمعنا، وفي باقي المجتمعات البشريّة نوعًا ما. فمَثَلُنا مَثَل الدجاجة المنزليّة إذ توضَع أمامنا بعض الحبّات فنجلس ونلتقط حبّاتنا، ثمّ يحتزّون رقابَنا في العرس أو المأتم، وينتهي الأمر!

فالقناعة بالقليل من اللذّة والمنفعة يجعل المرء لا يفتّش عن استقلاليّته وعزّته؛ ذلك أنّه يتحتّم عليك، لبلوغ العزّة والاستقلاليّة، أن تتنازل عن بعض هذا القليل لتنال منفعةً أعظم بكثير، ولذّة أرقى بأضعاف.

أنا شخصيًّا، على مدى هذه السنوات الثلاثين التي تلت حقبة الدفاع المقدّس، لم أعثر ببساطة على شابّ يتمتّع بمثل ذلك النشاط والحيويّة والاستمتاع بالحياة التي كان المجاهدون في تلك الأيّام يعيشونها في جبهات القتال. كانت الحال حالًا أخرى، وكان الشعور شعورًا آخر. بالطبع أنتم الذين ترتادون المجالس الحسينيّة تعيشون شيئًا من ذلك، وتجرّبون مقدارًا أكبر منه في الزيارة الأربعينيّة، لكنّ الجبهة كانت شيئًا آخر تمامًا، وإنّ الرائي غير السامع. ولم نستطع إلى الآن إنتاج فلم راقٍ عن تلك الأحداث. أكان ينقصنا منتجُو أفلام يستطيعون أن ينقلوا أجواء الجبهة؟ بالطبع، البعض يدّعي أنّه لا يمكن نقلها على الإطلاق، لكنّني أرفض هذا الكلام، إنّه نحن الذين نفتقر إلى هذا الفنّ!


سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
03/ محرم/1443
اقرأ النص الكامل هنا:
Arabic.bayanmanavi.ir/post/1620

المحاضرة 3

@PanahianAR