🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة1) القسم | علي‌رضا بناهیان

#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة1) القسم الثالث

شهر رمضان هو شهر عبادة المتديّنين وتضرّعهم، أكثر من كونه شهر دخول من لا دين له في الدين
لا دين بلا تفكّر، في حين أن أكثر الناس يعتقدو ن أن الدين ليس إلا مجموعة من الأوامر التي يجب عليهم امتثالها


بعد ما تغلّب النبي(ص) وأصبح مهيمنا على الناس، حرّرهم وأحدث علاقات اجتماعية جديدة. فما الذي شكّل المانعَ الأهمَّ أمام مشروع النبي(ص) في هذه المرحلة؟! الغرور الديني والمعنوي في المجتمع، لأن أبناء ذاك المجتمع كانوا يشعرون بالروحانية إلى حد ما، فكسر النبي(ص) غرورهم ليتسنّى له تطويرهم وترقيتهم إلى الأعلى. المعصية أحسن حالا على المؤمن من عدم الذنب إذا ما ورّطه الأخير في العجب؛ «إِنَّ اللَّهَ عَلِمَ أَنَّ الذَّنْبَ خَیْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَوْ لَا ذَلِکَ مَا ابْتُلِیَ مُؤْمِنٌ بِذَنْبٍ أَبَداً» [الكافي/ج2/ص313]

إنها لقضية مهمة جدا. شهر رمضان هو شهر عبادة المتديّنين وتضرّعهم، أكثر من كونه شهر دخول من لا دين له في الدين. يفرح البعض كثيرا في ما إذا جاء شاب غير متديّن إلى المسجد وتضرّع وبكى. في حين ليس مجيئه بذاك الأهمية، بكاؤك أنت مهمّ يا أهل المسجد. لابدّ أن نرى ماذا يصنع هؤلاء المؤمنون حينما يجتمعون معًا. إن خدّام الهيئات والمجالس الذين واقفون بالباب ويرحّبون بالضيوف هم أولى بالدخول والاستفادة من المجلس.

كانت المشكلة في زمن الرسول(ص) هي هذه؛ إن سدنة الكعبة هم الذين عادوا النبي(ص). كان باقي الناس بانتظار موقف هؤلاء ويقولون: «هؤلاء سدنة الكعبة وهم من أقرباء الرسول، فمن المؤكد أنه على باطل وإلا لآمن به هؤلاء...» أول ما تصدى له النبي(ص) هو غرور القوم، وإنه لعمل عظيم. ونحن اليوم نعاني من نفس المشكلة. هذا ما صرّح به الشيخ شاه آبادي أستاذ الإمام الخميني في العرفان.

لابدّ أن نزيل هذا الغرور. إذ بعد أن كسر رسول الله(ص) هذا الغرور، استطاع أن يحرّر المجتمع. بعد ما تم هذا التحرير، يتسنى للمجتمع أن يفكّر ومن ثمّ يهتدي إلى أحقّية الدين عبر التعقّل. ولا يخفى أنه بعد ما اعتنقت هذا الدين، يتوجّب عليك أن تفكّر أكثر. إنه لبحث ذو شجون سنقف عنده في هذا العام أكثر. لا دين بلا تفكّر، في حين إذا أجريت إحصاء لرأيت أن أكثر الناس يعتقدون أن الدين ليس إلا مجموعة من الأوامر التي يجب عليهم امتثالها. فما إن جاء ذكر مفهومي الإمامة والولاية، تصوّروا أن مضمون هذين المفهومين لا يعدو قضية الطاعة!

الأوامر الإلهية تحدد بعض النقاط فقط. أما أنت فبالتفكر وعبر امتثال هذه الأوامر المحدودة لابد أن تشخص تكليفك الرئيس! الدين هو ذاك التشخيص الناجم عن الفكر. فلا تحسبنّ الدينَ من قبيل دليل استخدام الثلاجة، بحيث تطبّق الدليل خطوة خطوة وفق التعاليم المذكورة بحذافيرها بلا حاجة إلى تفكير، لأن القرآن عميق ويحملك على التفكّر. حتى ولو حفظت الأوامر والمسائل كلّها، مع ذلك لابدّ أن تفكّر وإلا فلا دين لك. يقول القرآن: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) [الأنفال/29] يعني يمنحكم قدرة التمييز بين الحق والباطل.


سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ برنامج عند السحر في قناة أفق الإيرانية
أسحار شهر رمضان عام 1443

@PanahianAR