🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة4) | علي‌رضا بناهیان

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة4) القسم الثالث

لماذا برز هذا العائق في مجتمعنا؟/ التربية الدينيّة في مجتمعنا لم تكن في الغالب صائبة
الصبر والشكر أيضًا إنْ لم يُعَلَّما جيدًا لا يعملان على تكامل صاحبهما


إذن لاحظوا أنّه ثمّة مانع طبيعيّ من الاهتمام بمسألة الاستقلاليّة، وبقضيّة العزّة. لكن التفتوا جيّدًا.. لقد دفع الإمام الحسين(ع) وأولاده ثمنًا باهضًا ليجرّونا جَرًّا إلى إدراك مفهوم العزّة والاستقلاليّة! لم يكن عملًا سهًلا، إنّها معجزة. إنّك قد تلطم الصدر، وتعزف الموسيقى، وتُنشد الشعر، وتضبط الإيقاع، وتصرخ، وتمارس الفنّ التشكيليّ، ومختلف الأعمال التي تتكاتف فيما بينها من أجل أن تؤكّد أنت على مفهوم العزّة والاستقلاليّة، لكنّ الإمام الحسين(ع) بذل دمه لأجل ذلك! ليس الأمر مزاحًا!

على الرغم من أنّ الناس يحبّون العزّة والاستقلاليّة لكنّك إن تركتهم وشأنهم لا يسعَون هم وراءهما كثيرًا. ثمّة عامل تربويّ وثقافيّ وراء ذلك. وكيف لنا إزالة هذا العائق الثقافيّ والتربويّ الذي يَحُول دون الاهتمام بالعزّة والاستقلاليّة؟ سأتحدّث لاحقًا عن طريقة إزالته.

لكن ما الذي أَحْدَثَه هذا العائق؟ الإنسان إنسان على أيّة حال، تملأ اللذّات والمنافع الضحلة عينَيه فيلهث وراءها، لكنّ المشكلة هي أنّ التربية الدينيّة المعمول بها في مناهجنا المدرسيّة والمطروحة في مساجدنا وعلى منابرنا هي في الغالب غير صحيحة! فمع احترامي الشديد لجميع المعلّمين وأصحاب المنابر الدعويّة، ودروس تبليغ الدين وتعليمه في الحوزات والجامعات أنا أعلن بكلّ صراحة أنّ أكثر الدروس الدينية تقريبًا لا تجدي نفعًا، بل لا ينبغي تدريسها وطرحُها، ولا بدّ من تدريس أمور أخرى وطرحها محلّها! لا أدري متى ينبغي أن يحصل هذا التحوّل في البلد وفي الحوزة العلميّة؟ لكن ما أعلَمه هو أنّ الإمام الراحل(ره)، وهو الذي تتلمذ على يد المرحوم الشاه آبادي(ره) ودرس في مدرسته، كان يقول في يوم من الأيّام [أيّام النظام البائد]: "أعطونا الإذاعة ساعةً واحدة وانظروا ماذا سنصنع!". لكن ما الذي حصل بعد ذلك؟ أُعطينا مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون برمّتها، ليس لساعة واحدة، بل لأربع وعشرين ساعة، وبمختلف موجاتها وقنواتها، لكنّنا فشلنا في إِحداثِ ذلك الأثر الذي كنّا نرغب في إِحداثه. لماذا؟ لأنّنا ما عملنا هنا على تطبيق دروس أستاذ الإمام الخميني(ره)، بل أتينا بأمور أخرى وطبّقناها! نعم، الأمور الدينيّة التي تُطرح الآن ليست خطأً، لكنّ المشكلة هي أنّنا لا نبدأ من النقطة الصحيحة، ولا نؤكّد على تلك النقاط الأساسيّة الضروريّة التي ينبغي التأكيد عليها.

ما أودّ قوله: هو أنّ التربية الدينيّة والأخلاقيّة في مجتمعنا هي أساسًا خاطئة في بعض الأحيان؛ على سبيل المثال: إنّ من الخطأ بالمَرّة أن تَطرُق بابَ ربّك بعد أن تنهكك النوائب، وتصاب بالعجز، وتصير تابِعًا وذليلًا لهذا وذاك! قِف بثبات قليلًا يا هذا!.. اِحسِب نفسَك عزيزًا بعض الشيء!

إنّ بعض التعاليم الدينيّة التي تُطرح في مجتمعنا هي ليست عاجزة عن تقوية روح العزّة في الفرد فحسب، بل وتغرس فيه روح التبعيّة التي تَسِم العاجز العديم العزّة. ولا أريد الآن الدخول في المصاديق، لكن ما أودّ قوله هو أنّه: ما كلّ إنسانٍ متواضع، ذي حياء، ساكت، مستقيم هو آدميًّا، وما كلّ أخلاقٍ حسَنة في الظاهر أخلاقًا! ولقد دأبتُ، في مثل هذه المواطن، بغية الإيجاز، على ضرب المثال التالي:

المثال هو لرجل سأل الإمام الصادق(ع) عن معنى الفتوّة (وهي درجة واطئة من الإنسانيّة، أمّا التديّن فهو أعلى منها بكثير)؛ «سأل شقيقُ البلخيّ جعفرَ بن محمّد الصادق(ع) عن الفُتُوَّة فقال: ما تقول أنت؟ قال: إِنْ أُعْطِينا شَكَرْنا وَإِنْ مُنِعْنا صَبَرْنا. قال(ع): إنَّ الكِلابَ‏ عِندَنا بِالمَدينَةِ هذا شَأنُها! وَلكنْ قُلْ: إِنْ أُعْطِينا آثَرْنا وَإنْ مُنِعْنا شَكَرْنا» (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ ج11/ ص217).

أوَهل التعليم على الصبر سيّئ يا شيخ؟! أم أنّ الوعظ بالشكر بذيء؟! ماذا عساني أقول؟! لكن قد يُغرَس الصبر والشُكر في النفس بطريقة لا تجعل المرءَ إلّا في حَدّ الكلب!


سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
03/ محرم/1443
اقرأ النص الكامل هنا:
Arabic.bayanmanavi.ir/post/1620

المحاضرة 3

@PanahianAR