#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة1) القسم | عليرضا بناهیان
#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة1) القسم الخامس
ثلاث مراحل مشتركة بين المبعث والظهور 1ـ مواجهة الغرور 2ـ فتح باب التفكير على الناس 3ـ نسخ العلاقات السابقة سيغيّر الإمام صاحب العصر(ع) العلاقات الاجتماعية، وسيجعل مسار المجتمع في سكّة بحيث تقل حاجة المجتمع إلى القانون والرقابة، بل سيعوّل على وعي الناس
ماذا جرى في عصر البعثة من أحداث؟ أحدها مواجهة الغرور، والثاني فتح باب التفكير على الناس، والثالث، نسخ العلاقات السابقة. ولابد أن تحدث هذه الثلاثة في عصر الظهور أيضا. ولكن الفارق بين عصر البعثة وعصر الظهور هو أن ثمة أسباب جعلت الناس في عصر الظهور لا يقطعون الطريق إلا إلى منتصفه، أما في عصر الظهور فلأسباب أخرى سيقطعون الناس الطريق كله. وهذا ما يجب فهمه.
أما مناهجنا الدينية فماذا تقول؟ تريد مناهجنا الدينية أن تستدلّ على غرار سبيلها التقليدي والكلامي المعهود على أحقية النبوة ونبوة النبي محمد(ص). حسنا؛ سلّمنا، ولكن ما الذي يريد أن يحقّقه؟ اشرح لي ذلك! لقد مرّت من هذه الثورة أكثر من أربعين سنة، وها نحن بإمكاننا أن نشرح الإسلام بكل حرّية دون أن يعتقلنا أحد، بل سيكرمنا الناس على ذلك. ولكن ما زلنا لم نستطع أن نبيّنه جيدا.
نحن ما زلنا بصدد إثبات إمامة أمير المؤمنين(ع) في مقابل من لم يعتقد بإمامته. قل دعك عن الإيمان، فلا أريد منك أن تؤمن بإمامته؛ انظر إلى سيرته في الإمامة! ألا ينبغي أن نحظى بكتاب جيد ومتين حول نمط وأسلوب الإمامة؟ أساسا لا داعي إلى أن تؤمن بالنبي، كن مسيحيا أو نصرانيا أو مجوسيّا، أو كن لا دينيا، بل كن ملحدا، ولكن ألا ينبغي أن نتعرف على سلوك أحد الأنبياء؟ قل هناك رجل دعنا عن كونه متصلا بالله وخاتم النبيين أم لا، ولكن ادرس سلوكه فقط. لا يزال بعضهم بصدد إثبات ختم النبوة للناس! الآن في إحدى البلدان التي تقع في شمال إيران، يعيش ثلاثون أو أربعون مليون ملحد. اشرح لهم ماذا كان يريد النبي(ص) من الناس! فلا ترمِ إلى معالجة القضايا العقائدية عبر البرهان فقط، نوّر القلوب بوصف النبي(ص) مما يحتاجه المؤمن والملحد معا. ونحن نعاني من قلّة الكتب في هذا المجال! نحن لا ندرس هذه الدروس أساسا في الحوزة لكي نعلّمها للناس. وهكذا وجب جهاد التبيين. نحن إذا درّسنا طريقة إدارة النبي(ص) فإن هذه الطريقة ستتحدّى الكثير من الولائيين، وقد يتخلّون عن الولاء بعد ذلك.
قيل لي أن في أحدى المدن قد نجح معظم أئمة المساجد في كسب الشباب، ولكن لا يسمحون لهم بصغيرة ولا كبيرة، إلا بعد الاستشارة. وضعوا عنوان الاستشارة ولكنها غطاء لكي يتبعوهم الشباب في كل التفاصيل. فقلت إنها لظاهرة سيئة جدا! فإن هذا الشاب سيتغيّر غدا بعد ما خرج من هذا المناخ ودخل في الجامعة مثلا. وقالوا نعم؛ يتغير معظمهم ويجحد بالدين. لأن الأمر إذا وقع بأيدينا فلا نكون بصدد تعليم الحكمة، بل نقتصر على تعليم الكتاب فقط. نأخذ جانب (وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَة) [الجمعة/2] أما تعليم الحكمة فمغيّب في أوساطنا.
ما هو انطباعنا عن الولاية؟ لا يزال يستغرب الكثير أن لماذا كان الحاج قاسم سليماني يؤكد على ولاية الفقيه بهذا الحجم؟ السبب هو أنه كان يطلب الحرّية، وكان من أهل الفكر، وكان يعلم أن من أولى آثار الولاية هو تحرير الإنسان وتحرير فكره. وهذا ما سينجزه الإمام الحجة(عج) أساسا. فإنه لن يُتخِم دولتَه بالقوانين. وأساسا الدولة المُتخَمَة بالقوانين دولة غير ناجحة. إنّ مجلس الشورى الإسلامي الذي صوّب هذا الكم الهائل من القوانين، هل عالج مشكلة بکل قانون أقرّه أم وفّر فرصة للارتشاء والاختلاس واستغلال المناصب؟ لابدّ من التصريح بذلك. هل سيقرّ الإمام الحجة(عج) كل هذا الكمّ الهائل والرهيب من القوانين، أم أنه سيغيّر العلاقات الاجتماعية، وسيضع المجتمع على سكّة بحيث تقل حاجتها إلى القانون والرقابة ويُعَوَّل على وعي الناس؟
سماحة الشيخ بناهيان طهران ــ برنامج عند السحر في قناة أفق الإيرانية أسحار شهر رمضان عام 1443
