Get Mystery Box with random crypto!

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة4) | علي‌رضا بناهیان

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة4) القسم الخامس

الطبع الإنسانيّ يَقنَع باللذّة الضحلة وليس بميّال إلى التنازل عنها
العائق الثاني أمام طلب الاستقلاليّة هو الثقافة "الإنسانيّة" الغربيّة
الغربيّون يحقنون المجتمع بعقار زائف عوضًا عن الاستقلاليّة


إذن التحدّي أو العائق الأوّل هو أنّ الطبع الإنسانيّ يَقنع باللذّة الضحلة وليس بميّال إلى التنازل عنها، ويرضى بالمنفعة القليلة ولا يجد في نفسه الاستعداد للتفريط بها. إنسان كهذا من الممكن أن يُسلَب استقلاليّتَه. إنّ من واجب التربية الدينيّة والثقافة المجتمعيّة أن تُعِين الفرد على تجاوز هذه المشكلة، غير أنّنا نعاني في هذا المجال من مشاكل ثقافيّة وتربويّة.

الشخص المستقلّ ينال كلّ شيء ويبلغ كلّ مقام، وإنّ من المقرَّر – أساسًا - أن توضع الأعمال الخيّرة في خدمة هذه القيمة الجوهريّة، لكن ما الذي جعل موضوع الاستقلاليّة في مجتمعنا قَلّما يُتطرَّق إليه، على حدّ قول الإمام القائد الخامنئيّ؟!

وبمعزل عن القناعة بالحدّ الأدنى من اللذّة والمنفعة فإنّ العنصر الآخر الذي يقف تحدّيًا لطلب الإنسان للاستقلاليّة وعائقًا أمامه هو الثقافة "الإنسانيّة" الغربيّة؛ فلقد برزت في العالم ثقافة راحت تروّج لنمط زائف من الاستقلاليّة، والعزّة، والقيمة تحت عناوين برّاقة مثل "الحرّيّة" و"حقوق الإنسان". ولقد انكشفت خدعة الحرّيّة وحقوق الإنسان في الغرب منذ سنين، لكنّ بعض المتخلّفين استوردوا هذه الثقافة لتوّهِم وراحوا ينشرونها هنا، على أنّ صخبَهم قد خمد قليلًا مؤخّرًا ولم يعد في جعبتهم الكثير ليقولوه؛ مثل: المجتمع الأمريكي مجتمع مثاليّ! أو: المجتمع الفرنسيّ أو البريطانيّ مثاليّ! فما الذي جعل هؤلاء، وهم - بحسب ما يدّعون - في قمّة الحرّيّات وحقوق الإنسان، ينتهون إلى ذروة العجز والتنمّر؟ فهم مع غيرهم متنمّرون، وأمام أنفسهم عاجزون!

ماذا يحصل إذا حقنتَ المجتمع بعقار زائف أو مُسَكِّن شكليّ عوضًا عن الاستقلاليّة؟ وأستطيع أن أُريكم ذلك في بعض الكتب المدرسيّة أيضًا؛ أي إنّ بصمات هذا العقار الزائف الذي يعطونه للطلاب عوضًا عن الاستقلاليّة موجودة في كُتُبنا المدرسيّة أيضًا!

لماذا يقول الإمام القائد الخامنئيّ: إنّ البعض يرفضون الكلام في الاستقلاليّة عن دناءة وعمد؟ مع أنّهم أنفسَهم يتحدّثون عن الحرّيّة بقدر ما تُحِبّ وتخفق لها قلوبهم كلّ خفقان! لماذا؟ لأنّ في التكتّم على الاستقلاليّة نفعٌ للصهاينة وطواغيت العالم. أتصدّق بأنّ أمريكا تنفق الدولارات لكي تتكلّم أنت في بلدك هذا في الحرّيّة وتحذف قصص الشخصيّات المستقلّة، مثل الشهيد حسين فهميدة، من كتبك الدراسيّة؟!

لكنّ الحرّيّة – في الواقع – جزء من الاستقلاليّة، فلماذا تحرّم علينا الكلام في الاستقلال وقد بذلنا الدماء من أجله؟ لأنّ هذا يصبّ في مصلحتهم؛ فبالاستناد إلى وثيقة 2030 يستنتجون أنّه لا ينبغي أخذ الطلّاب لزيارة مقابر الشهداء، فيمنعون مثل هذه الزيارات، بل وصل الأمر في بعض المناطق إلى إصدار تعميم إداريّ يقضي بمنع اصطحاب الطلّاب إلى مزارات الشهداء. بالطبع هذا لم يصرَّح به في وثيقة 2030 لكنّهم يستنجون ذلك منها وقد طبّقوه في بعض المدن! فتراهم – مثلًا – لا يصطحبون الطلّاب إلى مواقع استشهاد الشهداء ورحلات قوافل النور [إلى مناطق عمليّات الدفاع المقدّس في جبهات القتال]، لكنّهم يتلون على مسامعهم عشرات الأناشيد في الحرّيّة!!



سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
03/ محرم/1443
اقرأ النص الكامل هنا:
Arabic.bayanmanavi.ir/post/1620

المحاضرة 3

@PanahianAR