Get Mystery Box with random crypto!

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة4) | علي‌رضا بناهیان

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة4) القسم الثامن

الشهيد الصدر: يجب أن نعرض الإسلام اليوم موافقًا لواقع الحياة، لا يمكن إدخال الناس في الدين بوعدهم بالجنّة وتخويفهم من النار
لو كان تعليمنا للدين صحيحًا لقال الناسُ للشخص اللاديني أبله!


يقول(ره): "فإنّ فكرة الجنّة والنار أصبحت غير مهمّة في ذهن أكثر الناس‏... لأنّ الإنسان أصبح يربَّى تربية مادّيّة، ينشأ نشأة مادّيّة، ينشأ على أساس أرقام محسوسة، على أساس أنّ عصفورًا في اليد خيرٌ من ألف عصفور في الغد.. فطريقة التربية، طريقة الأساليب بالنسبة إليه توْجِب أن تتضاءل عنده فكرة الجنّة والنار لكي تستثيره‏" (المصدر السابق نفسه/ ص256).

مراد سماحته إنّه لا يمكن تربية الناس انطلاقًا ممّا يعتقدونه، وهو الأسلوب ذاته الذي تتّبعه الآن مؤسّساتنا في التربية والتعليم! ويضيف: "قد يؤمن عقليًّا بها [فكرة الجنة والنار]... ولكنّها حسّيًّا لا تحرّك عواطفه‏" (المصدر السابق نفسه). بل الأهمّ هو قوله: "إنّ المسلمين الأوائل كانوا يبذلون أنفسهم ويضحّون في سبيل الإسلام ويتسابقون إلى ذلك لا للجنّة والنار، بل كانوا يحبّون الإسلام ويرون أنّ الإسلام هو الذي جاءهم جُهّالًا فصنع منهم علماء، جاءهم متفرّقين فجمع كلمتَهم، جاءهم تائهين فهداهم، جاءهم فقراء فأشبعهم‏" (المصدر السابق نفسه/ ص257)؛ أي شاهدوا فوائد الدين المادّيّة. ففي صدر الإسلام أيضًا لم يدْعُ النبيُّ(ص) الناسَ إلى الدين بالمعاد، بل بيَّنَ لهم فوائدَه الاجتماعيّة.

ثمّ يضيف(ره): "وعلى هذا كانوا يُخلِصون له ويُضَحّون في سبيله... إذن فلا بدّ من عمليّتَين: الأولى: أنّه حينما نقول لشخص - للتاجر أو المرأة والفقير - اقبض [على‏] الجمرة... في مقابل هذا نقول له: ...إنّ الإسلام الذي تقبض يدك على جمرته... سوف يحوّل هذه الجمرة في يدك إلى رفاه، سوف يحوّل هذه الجمرة بيدك إلى سعادة، لا بعد الموت، لأنّ هذا الإنسان عاش في عالم الحسّ وفي عالم المادّة، بل هذا [قولنا: الدين يمنحك السعادة بعد الموت وحسب] لا يكفي في أيّ وقت من الأوقات، حتّى في عصر النبيّ(ع)، بل نقول له: اقبض على الجمرة اليوم وغدًا الإسلام يشقّ لك طريق السعادة" (المصدر السابق نفسه/ بتصرف طفيف).

الإمام الراحل(ره)، في ما نقلناه عنه أعلاه، يريد منّا أن نخفض مستوى المسائل النظريّة والفلسفيّة قليلًا ونكّلم الناس على الدين بواقعيّة... والشهيد الصدر(ره) في كلامه، الذي يعود إلى العام 1969م، أي عشرون عامًا قبل كلام الإمام الخميني، يقول لنا: لا بدّ في عصرنا الحاضر من أن نعرض الإسلام موافقًا لواقع الحياة المعاصرة ونقول للناس: الإسلام الآن بإمكانه أن يشقّ لكم طريق السعادة في حياتكم!

لو أنّنا كنّا فعلنا ذلك أتدرون ما كان سيحصل؟ كان سيهزأ الناسُ باللاديني قائلين: كم هو أبله! الآن لو ذهب شخص إلى مكان عام واختلط بالناس من دون كمامة وبدأ بالسعال والعطاس لهَبَّ الجميع صائحين: "هَيييي، ماذا تفعل؟ ضع كمامة! فليناوله أحد كمامة، لماذا أتيتَ هكذا؟!" لأنّها قضيّةٌ واقعيّة بامتياز، أمّا إذا ظهرَتِ امرأةٌ سافرة فلا يراها أحدٌ قضيّةً واقعيّة، وما زال يُكتب في الطائرة: "يُرجى مراعاة قِيَم المجتمع الإسلامي الأخلاقيّة، يُرجى مراعاة الحجاب!" لكنّ رئيس الجمهوريّة السابق يسخر من الحجاب، باستخدام بعض التعابير، فيفوز في الانتخابات! لأنّ الحجاب يُفهَم بأنه قضيّةُ قِيَم، لا قضيّة واقع!

فلو تجاهر شخصٌ باللادينيّة في عصرنا لا يقال له: "إنّه مريض روحيًّا"، ولا يُنعَت بأنّه لا عقل له، لماذا؟ لأنّ أساليب تعليم الدين عندنا خاطئة. ثمّ تأتي جماعة فتقول فينا وفيكم: "هؤلاء قوى مبدئيّة!" أتدرون ماذا يعنون بذلك؟ إنّهم يريدون القول: أنتم مبدئيّون، أما نحن فواقعيّون. هذا التيّار نفسه الذي يمثّل الثقافة الغربيّة يَدّعي القول: "نحن واقعيّون، أمّا أولئك فمبدئيّون!" ثمّ أطلقوا على هذه القوى المبدئيّة مصطلح "الأصوليّين"، وأسمَوا أنفسهم "إصلاحيّين"، فأثاروا نزاعًا فارغًا خدعوا به الكثيرين.

ماذا يعنون بالأصوليّين؟ يقولون: "هؤلاء يحملون طائفة من القيم والمفاهيم السامية، مثل المعاد، والله، والولاية، ..إلخ ويريدون التضحية بكلّ شيء في سبيلها، أما نحن فواقعيّون في الرؤية"، في حين أنّ هذا كذب فاضح. بالطبع هذا الكذب الفاضح يصدّقه الناس لأنّ الأدبيّات الحوزويّة – على حد قول الإمام الخميني(ره) – لم تقترب من أدبيّات الجامعات.



سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
03/ محرم/1443
اقرأ النص الكامل هنا:
Arabic.bayanmanavi.ir/post/1620

المحاضرة 3

@PanahianAR