🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة2) القسم | علي‌رضا بناهیان

#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة2) القسم الثالث

لا قيمة للاعتقادات بوحدها ومن دون أداء التكاليف الاجتماعية
كلّ من سلك درب العبادة والعقائد، انتابه الغرور إلا إذا كان له منهج للصدّ عنه
لا ينبغي أن يقتصر تبليغ الدين على الماضي، بل يجب أن يرمي إلى المستقبل


يذكرني هذا الحديث بكلمة للشيخ شاه آبادي حيث قال: إن مشكلة الشيعة الأولى، هي غرورهم لأن عقائدهم دفعتهم إلى أن يعتقدوا بمصونية لأنفسهم. قال الشيخ شاه آبادي: لهذا السبب نفسه، ترك الشيعة كثيرا من وظائفهم الاجتماعية وأصبحوا غير سياسيّين. الشيعي الذي يرى نفسه مؤمنا بعقائد حقّة، فإنه في الواقع لا يحسب الآخرين على شيء ولا يعدّهم في زمرة الآدميّين ولا يسعى لإنقاذهم ولا ينجز ما عليه. كل ذلك جاء جرّاء حصر الدين في العقائد، والذي يجعل المرء يحتكر بعض الميّزات والمخصّصات لنفسه.

لا شك في أهمية العقائد، ولكن لا قيمة لها بوحدها من دون أداء الوظائف الاجتماعية. كأن أحدهم يقول: «أنا مؤمن بهذه العقائد وكل من يعتقد مثلي فهو ناج. فليهلك الباقون!» لابدّ للمرء أن يتحرّى هذه الظاهرة عبر التأمل في سلوك بعض الشيعة إذ يدّعون التشيّع ولكنهم يستنكفون عن القيام ببعض التكاليف التي سأتحدث عنها في الحلقات القادمة. كيف يسعنا أن نقف بوجه هذا الغرور؟

كلّ من سلك درب العبادة والعقائد، انتابه الغرور. ومن أجل أن لا ينتابه غرور لابدّ أن يتجهز بمنهج ويقول: «لديّ هذا المنهج لكي لا أغترّ» سيصدّ الإمام صاحب العصر والزمان(عج) عن الغرور. فإنه سيواجه القلّة القليلة من المغترّين بجهادهم في جبهة الحق بموقف شديد جدّا!

كما أن قبل الظهور أيضا يمكن دراسة الموضوع لنرى مَن مِن الشيعة قد اغترّ بعقائده، وفي وسعكم الآن أن تشاهدوا بعض النماذج. لابد من مناقشة الموضوع فإنه ساحة صراعنا. نحن لا نريد أن نقوم بحوار غير مفيد ليومنا هذا.

أقولها بين الهلالين، لا ينبغي أن يقتصر تبليغ الدين على الماضي، بل يجب أن يرمي إلى المستقبل. كل ما قلنا في الدين أو سمعناه أو قرأناه أو كتبناه أو روّجناه أو تعلّمناه مما ليس له صلة بالمستقبل فهو ضربٌ من تحريف الدين وإن كان صحيحًا. لابدّ لتبليغ الدين أن يرمي إلى المستقبل. كما إذا درست تاريخ النبي(ص) فلابدّ أن تجني منه دروسًا للمستقبل، فضلا عن الزمن الراهن. ولكن لابدّ من اكتشاف دروس للمستقبل أيضا.

إذا ما وجدت نفسك في الزمن الحاضر فحسب، غفلت عن المستقبل، فهذا نوع من إغراء إبليس. نحن إن لم نرَ المستقبل لم نتعامل مع الماضي بذكاء. من أجل أن يتخلّص البعض في زماننا من عناء التفكير في المستقبل، يقولون: «نحن لا ندري متى الظهور أساسا! فإنه لقضية بيد الله ولا علاقة لنا بها!» أفهل رُفِعَت عنّا مسئوليّات المستقبل؟ يودّ البعض أن ينظر هكذا إلى المستقبل ليُعفي نفسه من تكاليف المستقبل. فإن خلا امرء من صورة مستقبلية تجاه المستقبل كيف يسعه أن يعدّ الآن خطّة وخارطة طريق؟


سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ برنامج عند السحر في قناة أفق الإيرانية
أسحار شهر رمضان عام 1443

@PanahianAR