Get Mystery Box with random crypto!

#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة2) القسم | علي‌رضا بناهیان

#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة2) القسم الخامس

الآية التي شيّبت الرسول(ص)، تشير إلى طغيان المؤمنين وغرورهم
إنذار أمير المؤمنين(ع) من اغترار المؤمنين: اعتبروا من إبليس/ ما هي مصاديق غرور المؤمنين في زماننا؟
إن غرور المؤمنين من الأهمية بمكان بحيث تصب معظم عباداتنا في استئصال الغرور
ما هو أقصر طريق وأكثر طريق تأثيرا لاستئصال الغرور؟ مصائب الحسين(ع)


بودّي أن أذكر نموذجا. يا رسول الله(ص) فماذا إذا اغتر أصحابك الذين آمنوا بك بإيمانهم؟ أولم يغترّ إبليس بصلاته أولم تغترّ قريش بمكة بعد خلاصها من جيش أبرهة؟ واللطيف أن هذا الموضوع قد جاء في القرءان. والذي يشير إلى أهمّية الموضوع هو أنه أشير إلى هذا الموضوع في آية بسببها قال رسول الله(ص): «شَیَّبَتی سورةُ هود» [تفسير كنز الدقائق/ج6/ص250] ما هي هذه الآية؟ إنها قوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَكَ وَ لا تَطْغَوْا) [هود/112] تعني يا أيها النبي واصل طريقك واستقم وداوم على جهادك، وليكن كذلك أيضا أولئك الذين معك. ولكن لا يجوز أن تستمرّ بأي وسيلة وطريقة، بل بالمنهج الذي أمرت به وهو أن لا تطغوا!

بوسعنا أن نبثّ أشجانا لِنِصفِ ساعة في ما جرى من طغيان. فإن القصة كلّها تدور في فلك اغترار المؤمنين. إن خطبة القاصعة لأمير المؤمنين(ع) أطول خطبة في نهج البلاغة، وقد ألقاها الإمام في أواخر أيام عمره الشريف. في بداية هذه الخطبة يقول أمير المؤمنين(ع) بقلب ملؤه الحزن والأسى: «فَاعْتَبِرُوا بِمَا کانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِیسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِیلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِیدَ وَ کانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَة» [نهج البلاغة/الخبطة192]

هذه خطبة أمير المؤمنين(ع) في آخر عمره الشريف، وهاتيك الآية القرءانية، أفلا ينبغي أن نأخذ درسّا منهما؟ ألا نستطيع أن نجد مصاديق اغترار المؤمنين في زماننا؟ طبعا النماذج المعاصرة هي من الضخامة بمكان بحيث قد لا يسمّيها أحد غرورا. ولعلّنا نجرؤ على مقاربة بعضها في الأيام القادمة. هذا بالإضافة إلى أنني المتكلّم لست بريئا أبدا بل في معرض هذا الخطر أكثر من كثيرين.

إن غرور المؤمنين من الأهميّة بمكان بحيث تصبّ معظم عباداتنا في استئصال الغرور. قيل إن الصلاة منزّهة عن الكبر. أفهل الصلاة تنزّه الكافرين من الكبر أم المؤمنين؟ المؤمنون هم أنا وأنت، فلماذا وجب علينا هذا الكم من السجود؟ لكي نقضي على التكبر.

إلهي! لقد آمنّا بك ففكّ عنّا! عندما آمنّا فيعني أننا أناس جيّدون... ولكن الله يقول: بعد ما أصبحت صالحًا فصلّ خمس مرّات في اليوم لكي تقضي على كبريائك. لقد قالت الزهراء(س): «فَفَرَضَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ وَ الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْر» [من لا يحضره الفقيه/ج3/ص568] آه من كبر المؤمنين وغرورهم وطغيانهم. فقد كان رسول الله(ص) في صراع مع هؤلاء.

الرجل الذي أرجع الحجّ إلى ما قبل الرسول(ص)، قال: لابدّ من زيادة جرع الشدّة والصعوبة في الحج. وأساسا قبل المبعث كان يسمّى قريش بالحُمس يعني المتشدّدين في الدين. يعني في الواقع لقد بُعِث النبي(ص) إلى قوم متشدّدين في العبادة وهم قريش. أفلا تعطينا هذه المعطيات بعض الإشارات؟ الرجل الذي غيّر الحج، قال في نفس الوقت الذي سهّل النبي(ص) الحج: لم يكن بعض المسلمين راضين. أترى كيف كان الوضع يومئذ؟!

أسأل الله أن يوفّقنا لنتخذ شهر رمضان وسيلة للقضاء على غرورنا وكبرنا. طبعا لا تنحل المشكلة بالدعاء فحسب، فإن الشيخ بهجت كان يقول: بعض الأمور لا تنحل بالدعاء فقط. لابد أن نبحث في زماننا هذا، فإن مستوانا الإيماني قد تطوّر وارتقى حقّا بالنسبة إلى الماضي. فلابدّ أن نرى هل قد اعترى هذا الإيمان غرور أم لا. وما هي علاماته؟ وماذا نفعل لكي نستعيد تواضعنا؟ حريّ بنا حقّا أن نقبّل تراب القبر الشريف للشهيد سليماني الذي على الرغم من عزّه بين الناس والقوّة التي كوّنها لإيران، لم يعتره غرور. إزالة الغرور لأمر مهم وصعب جدا، ولكن قد تنحل المشكلة بذكر مصيبة الحسين(ع). يعني لابدّ للإنسان أن لا ينقطع عن ذكر مصائب الحسين(ع)، فإذا سألني أحد عن أقصر طريق وأوقعه أثرا لاستئصال الغرور، أقول ذكر مصائب أبي عبد الله الحسين(ع).


سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ برنامج عند السحر في قناة أفق الإيرانية
أسحار شهر رمضان عام 1443

@PanahianAR