🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

لماذا يُبدي البعض سلوكًا أخلاقيًّا بعد ارتكابه أبشع الجرائم؟ | علي‌رضا بناهیان

لماذا يُبدي البعض سلوكًا أخلاقيًّا بعد ارتكابه أبشع الجرائم؟

التصوّرات الباطلة عن الدين وإصلاحها في رسالة أمير المؤمنين(ع) وكلامه | م7 (القسم الأول)

الباعث لحُسن العاقبة، بنَصّ القرآن الكريم، هو التقوى، وليس الأخلاق، ولا حتّى الإيمان!
طريقة القرآن الكريم ليست تعدادَ الفضائل والرذائل بأسلوب علم الأخلاق.


علي رضا بناهیان

إذا نحن ركّزنا على الأخلاق من دون التقوى فستبرز إشكالات وسوء تفاسير وسوء استغلال. بالطبع نحن لا نشطب على الأخلاق بالكامل، بل نراها ضمن إطار التقوى، لأنّ التقوى تجمع الأخلاق والفضائل جميعًا، وبتحقّقها تتحقَّق الأخلاق أيضًا. من هذا المنطلق نقول: لا بدّ من التركيز أكثر على التقوى، بالضبط كما يفعل القرآن الكريم.

لو عُرِفَت التقوى في مجتمعنا بالأدبيّات ذاتها التي يطرحها القرآن الكريم والموجودة في كلام الإمام أمير المؤمنين(ع) – الذي تكلّمَ كثيرًا على التقوى – لانخفضَت معدّلات مشاكلنا بكثير.

يقدّم الله تعالى التقوى في القرآن الكريم بصفتها العامل الذي تُقبَل به الأعمال ويَكتسِب به الإنسانُ القيمة فيقول: (وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقين) (القصص/ الآية83)، في حين أنّه لم يقل مثل هذا القول بخصوص الأخلاق، بل ولا الإيمان.

لا يتناول القرآنُ الكريم أنواع الطباع والشخصيّات المختلفة كما يفعل علم النفس، ولا يعدّد الفضائل والرذائل كما تفعل كتُب الأخلاق، بل يقول: "التزم بالتقوى، مهما كانت طبيعتك وأخلاقك، وستُعالَج مشاكلُك". ومع أنّ العلاج الذي يقدّمه القرآن الكريم يستفيد منه الجميع، فإنّه يقدّم لكلّ شخص منهاجًا خاصًّا يتناسب مع طبعه وشخصيّته.

حين ننصح المخاطَب قائلين: "لا تكذب، لا تغتَب أخاك، لا تتّهم الآخرين" فلا نقولَنّ له: "لأنّ هذه سلوكيّات غير أخلاقيّة"، بل لنقل له: "لأنّ هذه السلوكيّات خلاف التقوى، إذ إنّها تَحُول دون تقرّبك إلى الله تعالى. فالتقوى هي: "الالتزام بتعاليم الله تعالى وأوامره بنيّة التقرّب إليه".



المكان: برنامج "شهري"، القناة الثالثة في التلفزيون الإيراني
الزمان: سحر السابع من شهر رمضان المبارك1444 - 29/ آذار/ 2023

@PanahianAR