#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة3) القسم | عليرضا بناهیان
#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة3) القسم الرابع
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني أن تكون القوّة بيد الناس بحيث يديرون أنفسهم بأنفسهم كانوا يتّهمون أمير المؤمنين(ع) بعدم معرفته بالإدارة والسياسة، لأنه كان بصدد فسح المجال للناس أولئك الذين ينظرون إلى الدين بنظرة عقائدية أو أخلاقية بحتة، فإنهم لا يقاربون الجانب السياسي من الدين
هنا يتبلور مفهوم باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني أن تكون القوّة بيد الناس بحيث يديرون أنفسهم بأنفسهم.
قال أمير المؤمنين(ع): «وَمَا أَعْمَالُ الْبِرِّ کُلُّهَا وَ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عِنْدَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنْ الْمُنْکَرِ إِلَّا کَنَفْثَةٍ فِی بَحْرٍ لُجِّیٍّ ... وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِکَ کُلِّهِ کَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِر» [نهج البلاغة/صبحي صالح/الحكمة374] فإذا كنت ضعيفا فلن تقف أمام الرئيس الظالم، ولكنك إذا شعرت بالقوة تفعل ذلك.
نحن يجب أن نربّي أولادنا في المدارس هكذا. ولابدّ أن يتغيّر منحى وزارة التربية والتعليم حقّا. وهكذا يجب أن يفعل الآباء والأمهات في تربية أولادهم. فتارة يقمع الأولاد بذريعة التأديب، فيضعّفونهم ويسلبونهم الجرأة في إبداء الرأي. ولكن رسول الله(ص) كان يشجّع الناس على ذلك، وكذلك أمير المؤمنين(ع) كان يجرّئهم. لقد جرّأ رسول الله(ص) الناس في الكلام وإبداء الرأي حتى قيل أنه أذن، ويقبل بكل ما نقول. يعني اتهموه بالبساطة والسذاجة والعياذ بالله. ولكنه كان يريد أن يقوّي الناس ولذلك كان يفسح لهم المجال.
كانوا يتّهمون أمير المؤمنين(ع) بعدم معرفته بالسياسة والإدارة. لماذا؟ لأنه كان يريد أن يفسح المجال للناس، كان يحترم الناس ويعرف مسؤوليّاتهم فلم يعمل بدلا عنهم ولم يكن يسدّ فراغهم. كان يترك مجال الناس إليهم.
هناك خطّان فكريّان لابدّ من مناقشتهما معًا. العقائديّون والأخلاقيون يعني أولئك الذين ينظرون إلى الدين بنظرة عقائدية بحتة، وأولئك الذين ينظرون إليه كقضية أخلاقية ليس إلا، كلاهما لا يتكلم عن الجانب السياسي من حركة الرسول(ص) والتي تتمثل باجتناب الطاغوت (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوت) [النحل/36] إن بعض مساجدنا لا يهتفون بعد الصلاة بالموت لإمريكا، وحجتهم هي أننا قد جئنا للعبادة فقط.
أولئك الذين ينظرون إلى الدين بنظرة عقائدية أو أخلاقية فقط، فإنهم لا يقفون عند الجانب السياسي من الدين. كذلك بعض الذين يملكون رؤية سياسية تجاه الدين ويباشرون الجهاد ضدّ الطاغوت، لم يقفوا عند هذه الحقيقة وهي أن من أجل جهاد الظالمين لا يكفي أن ننتفض عليهم مرّة ثم نهدأ، وإنما يجب أن نحدث قوّة دائمية شعبية، وهناك قصص تاريخية ذات صلة بالموضوع سوف نتناولها في الحلقات القادمة.
سماحة الشيخ بناهيان طهران ــ برنامج عند السحر في قناة أفق الإيرانية أسحار شهر رمضان عام 1443
