🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

ورد في سورة القصص الآية (٢٠) قوله تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ | تفسير القرآن الكريم 🌷

ورد في سورة القصص الآية (٢٠) قوله تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ}، وفي سورة ياسين الآية (٢٠) أيضاً: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ}، السؤال:

أولاً: هل هنالك تفسير لورود الآية بالرقم نفسه في كلتا السورتين؟
ثانياً: من هو الرجل في كلتا السورتين؟
ثالثاً: هل المدينة هي نفسها في الآيتين؟

الجواب:
☆ نعم، من الآيات الملفتة للنظر في القرآن الكريم هاتان الآيتان؛ حيث إنّ مضمونهما - بحسب الظاهر - واحدٌ، ولكنّهما اختلفتا بحسب اللفظ والتقديم والتأخير. والذي ليس له حظٌ في معرفة أسلوب القرآن، وليس له دراية بفنون البلاغة يحسب أنّ الاختلاف بين الآيتين مجرّد تفنُّن في التعبير، من دون أيّ إضافةٍ في المعنى، ويكون حكمه نظير حكم المتفلسف الكندي على اللغة العربية فيما نقله الشيخ عبد القاهر الجرجاني: (ركب الكنديّ المتفلسف إلى أبي العباس - المبرّد - وقال له: إنّي لأجد في كلام العرب حشواً! فقال له أبو العباس: في أيّ موضع وجدت ذلك؟ فقال: أجد العرب يقولون: «عبد الله قائم»، ثم يقولون «إنّ عبد الله قائم»، ثم يقولون: «إنّ عبد الله لقائم»، فالألفاظ متكرّرة والمعنى واحد. فقال أبو العباس: بل المعاني مختلفة لاختلاف الألفاظ، فقولهم: «عبد الله قائم»، إخبار عن قيامه، وقولهم: «إنّ عبد الله قائم»، جواب عن سؤال سائل، وقوله: «إنه عبد الله لقائم»، جواب عن إنكار منكر قيامه، فقد تكرّرت الألفاظ لتكرّر المعاني. قال فما أحار المتفلسف جواباً). ولقد كنت أتوقّع من السائل أنْ يسأل عن السرّ في هذا الاختلاف بين الآيتين؛ حيث تقدّم (الرجل) في الأولى وتأخّر في الثانية، ولعلّه يمدّني الله تبارك وتعالى بفرصةٍ أتكلّم فيها عن ذلك مفصلّاً.

⊙ جواب السؤال الأول: لا يوجد نصٌّ عن معصومٍ يقتضي أنْ يكون لترقيم الآيات مدخلية معيّنة في دلالتها، ومع عدمه سوف يكون الحديث عن دخالة وحدة الترقيم في هاتين الآيتين على دلالةٍ معيّنة مجرّد استحسانٍ وتظنٍّ لا يغني من الحقّ شيئاً.

⊙ جواب السؤال الثاني والثالث: لا شكّ أنّ الآيتين تتكلّمان عن حادثتين متغايرتين منفصلتين زماناً ومكاناً، فآية سورة القصص تتحدّث عن نبيّ الله موسى عليه السلام، فيراد من المدينة مدينة (مصر). وآية سورة يس تتحدّث عن ثلاثة أنبياء آخرين (شمعون، ويوحنا، وبولس عليهم السلام) على قول بعض المفسرين، والمراد من المدينة مدينة (إنطاكية). وعليه فمن الضروري حينئذٍ أنْ يختلف المراد من الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى. فيذهب جمعٌ من المفسرين إلى أنّ رجل موسى هو (حزقيل) الذي هو مؤمن آل فرعون، ورجل الثلاثة هو (حبيب النجار)، ووردت في ذلك بعض الأخبار أيضاً.

روضة الولاية