أعرني قلبك يا صاحبي واسمع مني هذا: إن الناس تحتاج لمن يرفق به | 💕رحيـق آلوجدآن💕
أعرني قلبك يا صاحبي واسمع مني هذا: إن الناس تحتاج لمن يرفق بها، ويرى وجعها المختبئ خلف ثياب القوة الذي يلبسونه، تريد رفقاً، وليناً، وصبرا. تخيل معي أن شظية صغيرة قد دخلت أصبعك، لكنك لم تهتم بتنظيف الجرح جيداً وعلاجه، فبقيت تلك الشظية لأيام، زاد فيها الورم، واشتد الألم، ثم هب أن صديقاً لك صافحك مصافحة عادية، وضغط بود على أصبعك الذي لم يبرأ من وجعه، فماذا عساك فاعل؟!.
أغلب الظن أنك ستنفجر صارخاً، أو على أحسن الأحوال ستسحب يدك في ألم وأنت تخبره بأن ضغطته تلك قد آلمتك، وبلا شك سيتعجب صاحبك من ردة فعلك.
وهذا حادث في كثير من سلوكيات الناس، فتراها تعطي ردود أفعال فيها من المبالغة الشيء القليل أو الكثير، نندهش حينها، ثم نتهم الشخص المتألم بالغرابة والشذوذ.
وقد نبالغ في النقد متكئين على سلامة موقفنا، دون أن نضع في اعتبارنا أن صاحبنا هذا، ما رفع صوته، وما أعطى ردة الفعل العنيفة تلك إلا لسبب لا نعلمه.
فهذا خانه صديق فبات لا يثق في كل الناس. وذلك طُرد من عمله بسبب وشاية من زميل فصار كتوماً يخفي حتى البسيط من أخباره عن الجميع. وتلك تعرضت في طفولتها لموقف مؤلم، فأورثها ذلك خوفاً مرضياً على صغارها، وغلظة في التعامل مع كل من يعترض لهم حتى لو بحسن نية. وغيرها اكتشفت في خطيبها عيباً أخفاه أو كذبة كذبها،، فظنت أن كل الرجال لا يمكن الوثوق بهم.
كل هؤلاء ضعاف، يحملون شظايا تجاربهم في نفوسهم، يحتاجون منا أن نرفق بهم، فلعلنا نساعدهم في رؤية ما خفي، ونرشدهم إلى طريق ينظفون به الجرح، ويبرؤون مما هم فيه.
