Get Mystery Box with random crypto!

. . #و_تلك_الأمثال_نضربها_للناس اختلط الحابل بالنابل انقسمت | 💕رحيـق آلوجدآن💕

.
.
#و_تلك_الأمثال_نضربها_للناس

اختلط الحابل بالنابل

انقسمت قصة المثل إلى روايتين وكلاهما مقبول جدًا ويدل على الهدف الذي ضُرب المثَل من أجله

ففي الرواية الأولى ، يروى أن الراعي الذي يرعي الماعز يقوم بعد موسم التزاوج بتعريب القطيع، أي يفصل بين أنواعه، فيعزل الماعز "الحابل" غزيرة اللبن على حدة ، ويعزل الماعز "النابل" قليلة اللبن على حدة ، وذلك لكي يبيع النابل، ويحتفظ بالحابل، لتدر عليه أرباحاً وفيرة، ويحدث أحيانا أنه يختلط الماعز الحابل بالماعز النابل أثناء التعريب ، فيقول الراعي القائم برعايتهم قولته الشهيرة "اختلط الحابل بالنابل".

وفي الرواية الثانية، يقال أن "الحابل" هم الأشخاص الذين يمسكون حبال الخيل والجمال في الحرب ، وأن "النابل" هم الأشخاص الذين يرمون بالنبل أي بالسهام ، فحين تشتد المعركة بين الطرفين ويختلط هؤلاء بهؤلاء، فيقال "اختلط الحابل بالنابل".

وأكثر ما يلفتني كلما تذكرت المثل، ما يدور في أروقة مواقع التواصل الاجتماعي، فالعالم الذي يتداول في كل دقيقة: 2.5 مليون بوست على فايسبوك و 300 ألف تغريدة على تويتر و220 ألف صورة جديدة على انستغرام ويحمّلون 72 ساعة جديدة من الفيديوهات على يوتيوب.
ينقل الكثير من الإشاعات ومن الصدق والغث والسمين، إلى درجة باتت هذه الوسائل تحيي وتميت وتوتر العلاقات بين الأفراد والدول والأنظمة بشرارة تنطلق على صفحات الافتراض!

والأشد فتكا حين يظهر لك "متحذلق" يعلق بسخافة وقد يدخل مع بعض الأغبياء الذين يظنون أنفسهم فطاحلة زمانهم في جدل عقيم لينتصروا لفكرة من الأساس ينفيها العقل منطقًا !

أنا أعرف شخصيًا أشخاصًا أصيبوا بوهم البطولة، ومازاد من انتفاخهم المرضي إلا أوهام الفايسبوك التي زرعت فيهم أنهم يمتلكون الحقيقة وأنّ خطاباتهم لا يرقى إليها الشك، وأنهم مثال للنزاهة في العمل والحكمة في التفكير والتدبير، وهؤلاء الأشخاص أعرفهم أيضًا خارج هذا العالم الأزرق، إنهم يعانون من حالة انفصام حاد مع حقيقتهم الواقعية. بل إنهم في الواقع عكس ما يصورونه عن أنفسهم في مراياهم المحدّبة.

لا تسر مع من خلط الحابل بالنابل، لا تحكم على الناس من عوالمهم الوهمية، المواقف غربال المعادن، والنبيل يعرف بالأصالة عن نفسه، لا عن منشور ينشره!

- لينا أمين القوزي