2019-06-19 18:23:53
علي الاقل يفهم علي طول، اول ما ركبت السيارة وكنت اقرب نقطه منه كنت نقول شن درت لروحي !! لكن بنجاوب علي روحي ونقول انه هذا افضل حل درته ونرتاح من العذاب اللي نعيشه مع اهلي، بعدين صبرت لروحي وقلت اكيد بنلاقي شئ جميل فيه لكن بعد التمعن الحق ماشفت شئ، كل ما نشبحله نشوف في راجل اكبر مني بثلاثين سنة وكل شي فيه عمره ستين سنة، لما كنت صغيره كنت نحلم احلام انه نعيش في حوش جنب البحر ونجيب صغار ونتجادل علي شن نسميهم لكن توا ويني ووين البحر توا تستني فيا الصحراء، الصحراء وطريقي توا بتاخذني الي الحمادة الحمراء مع زوجي ساسي، تجي فلساني لفظ " عمي " في كل مره نفكر اني اناديه لكن لازم نكون حذره فبايخة نحسسه انه شيباني من اول يوم مع بعض فمهما كان معنداش ذنب هوا ومادرش شئ غلط.
خفت سرعة السيارة ووقفنا عند مدخل الشيل، كانت الدنيا مظلمه وكان في نص الشيل فيه كاشف كبير وهوا الضئ الوحيد في المكان، فتح ساسي باب السيارة وقال: « شوي ونجي، بنشوف العامل يفتحلي البوابة نعرفه » ونزل. بالحق كانت الدنيا ظلام وموحشة وساسي خش لداخل الشيل ومشي لي غرفة بحدا الكاشف ومن غاذي معاش نشوف فيه. مشت دقائق من الوقت ورجع ساسي، وتبعه واحد حاط بطانيه خفيفة فوقه وفتح البوابة دخلنا بالسيارة الي الشيل، ومشينا لوراء الشيل ووقف غاذي ونزل ساسي وقالي وهوا يأشر بصبعه لمنطقة اغلبها ظلام: « بتلاقي حمام في هذوك الغرف بري واني بنعبي بنزينه »، ووصل ورانا الراجل اللي حاط بطانية فوقه ومعاه زوز بيادين. بينما انا نمشي قعد ساسي والراجل يزودو السيارة بالبنزينه وكان نوع السيارة زي ماقال ساسي انها (مازدة) زرقه واضح من شكلها انها قديمة الصندوق الخلفي كلها تعبا ببضايع ساسي وانا حطيت بضايع مني لابأس بها، وصلت للغرف وقعدت ندور علي بريزة الضئ لكن سمعت صوت خشخشة وراء الشجر اللي بجنب الغرفة وفجأة طلع قطوس اسود من غادي بسرعة وخلعني لين تراجعت وطاح قلبي، وقلت هي نخليه لبعيدن الحمام مش لازم توا بنتحمل وخلاص ورجعت الي السياره وكان ساسي يدوي مع الراجل بلغة مفهمتهاش، ركبت السياره ومشا الراجل وركب ساسي من بعدي فتح هاتفه وقالي: « فيه موضوع بنكلم خوي عليه توا قبل ما ننسي »
« بالك تلقاه راقد توا »
« هه خوي يسهر لتوا ميرقدش »
(س س) كان يسهر هلبا واكيد لتوا مش راقد، شن خطره علي توا ؟ انا متزوجة ومفروض منفكرش في حد تاني غير ساسي.
من اول رنة رد عليه خوه وكانت دوتهم عن فلوس او حجا هك فنسمع فيه يقوله « .. بيجيك الحاج إبراهيم خود منه الفين سيڤا قوله ساسي قالي، بتلاقيه كيف جاي من تشاد وماه خمسة .. » وقعدو يحكو قريب الخمسة دقائق وسكر الهاتف وولع السيارة وطلعنا من الشيل. فيه كلمة شدتني من كلامه وكنت نبي نعرف عنها فسألته: « كيف حال خوك »
« اهه متاع ساعتين وتوا تشوفيه قدامك »
« سمعتك تقول الفين سيڤا شن تعني السيڤا هذي »
ورد علي والسيارة قاعدة تمشي بشوي: « هذي عملة الفرنك الأفريقي يسمو فيه سيڤا نتعاملو بيها في تشاد »
« تشاد ؟ ومن عندك غادي ؟ »
« انا نمشي ديما لتشاد نخذم عند واحد يقلوله (المدير الكبير) ومرات احتمال بنمشي ليها في الاسبوع الجاي »
يبي يسيبني من اول اسبوع زواج لينا !! لكن اني مقدرتش نسكت راجلي ونبي نعرف شن يخذم وشن يدير فقلت له: « وشن طبيعة عملك مع (المدير الكبير) هذا ؟ »
« هذا تاجر ليبي عنده شركة نقل ياخد بضايع من ليبيا وبيع فيها لتشاد والمناطق القريبة منها »
محبيتش نقصقص اكثر ولا انه عندي رغبة نعرف اكثر عن موضوع تشاد هذا. فقلت بنغير الموضوع وخطر علي شئ فناديته بإسمه لأول مره: « ساسي.. بنقولك حاجا لكن منبيش تضحك علي »
شبحلي بإستغراب وقال: « علاش نضحك قولي اللي تبيه انتي مرتي، غير الوعد »
« انت تعرف انه اسمي كيف مداير وانا منحباش بكل بصراحة ومنحبش يناديني حد بيه فياريت متنادنيش بيه قدام خوك او مرت خوك او اي حد »
« اهاااا الحق معك لكن شن تبي اناديك »
ابتسمت وقلت له: « سيڤا » وردلي الإبتسامه وقال: « بالك معاش نعرفو نتعاملو بالسيڤا بعدين ”هـهـههه“ خلاص تمام يا سيڤا اذا كان هذا يرضيك »
بديت كأنه نتقبل في هدرزته، فحبيت نعرف عليه اكثر لكن المره هذي مش عن شغله نبي نعرف عن عليته فقلت له: « معندكش خوت غير خوك اللي قلتلي عنه »
« كان عندي خوي اكبر مني لكن توفي الله يرحمه زي ماقلتلك وكان عندي اخت اكبر منا كلنا وتوفت حتي هي وتوا قعدنا انا وخوي بس »
عائلته بسيطة، ومرات يكون هذا شئ كويس لاني كنت عايشة مع عيلة كبيرة وشفت المشاكل اللي جت من وراهم، لكن مرات مش كل العائلات زي بعض، تفكيري في اهلي ضيق خاطري ومكنتش نبي نفكر فيهم وكان فجواتي شئ نبي نطلعه فقلت لساسي: « انا عندي ثلاثة خوات بنات وثلاثة خوت ولاد تعرفهم ؟ »
16 views15:23