وَصَحابَةٍ شُمَّ الأُنوفِ بَعَثتُهُمْ لَيلًا وَقَد مالَ الكَرى بِطُلاها :: وَسَرَيتُ في وَعثِ الظَلامِ أَقودُهُمْ حَتّى رَأَيتُ الشَمسَ زالَ ضُحاها :: وَلَقيتُ في قُبُلِ الهَجيرِ كَتيبَةً فَطَعَنتُ أَوَّلَ فارِسٍ أَولاها :: وَضَرَبتُ قَرنَي كَبشِها فَتَجَدَّلا وَحَمَلتُ مُهري وَسطَها فَمَضاها :: حَتّى رَأَيتُ الخَيلَ بَعدَ سَوادِها حُمرَ الجُلودِ خُضِبنَ مِن جَرحاها :: يَعثُرنَ في نَقعِ النَجيعِ جَوافِلًا وَيَطَأنَ مِن حَميِ الوَغى صَرعاها :: فَرَجَعتُ مَحمودًا بِرَأسِ عَظيمِها وَتَرَكتُها جَزَرًا لِمَن ناواها :: ما استَمتُ أُنثى نَفسَها في مَوطِنِ حَتّى أُوَفّي مَهرَها مَولاها :: وَلَما رَزَأتُ أَخًا حِفاظَ سِلعَةً إِلّا لَهُ عِندي بِها مِثلاها :: أَغشى فَتاةَ الحَيِّ عِندَ حَليلِها وَإِذا غَزا في الجَيشِ لا أَغشاها :: وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي حَتّى يُواري جارَتي مَأواها :: إِنّي امرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها :: وَلَئِن سَأَلتَ بِذاكَ عَبلَةَ خَبَّرَت أَن لا أُريدُ مِنَ النِساءِ سِواها :: وَأُجيبُها إِمّا دَعَت لِعَظيمَةٍ وَأُغيثُها وَأَعِفُّ عَمّا ساها :: عنترة بن شدّاد العبسيّ 2.0K viewsأدب, 20:20