Get Mystery Box with random crypto!

. كان والدي رحمه الله يقترح علي كتبًا لأقرأها، ولم يكن يقبل ب | مكان !

.

كان والدي رحمه الله يقترح علي كتبًا لأقرأها، ولم يكن يقبل باقتراحاتي، الامر الذي كان يزعجني كثيرًا. وعندما كبرت وجدت أنه يختلس من مكتبتي بعض الكتب ليقرأها ثم يعيدها، وإن وجدت شيئًا من كتبي فوق سريره أسأله بخبث ممن أخذت هذا الكتاب؟. فيجيب بضحكة يحاول جاهدًا حبسها "وجدته فوق الطاولة لا أدري من جاء به وعلى أية حال هو كتاب عادي، خذه !

وتطور الأمر عندما أسافر معه، وأتقلب وقت النوم وكلما انقلبت وجدته مرتديًا نظارته، منكبًا على كتابي الذي اصطحبته معي يقرأه متفحصًا. ثم عندما أستيقظ أسأله عن رأيه في كتابي، فيجيب بسخرية لم أقرأه، فأرد أنني شاهدتك بأم عيني فيقتلني بالرد البارد : يبدو أنك كنت تحلم يا بني !

ولما أنهكه المرض وتعب، كنت مرافقًا له حتى توفي رحمه الله وكان يأنس بي كثيرًا، للحد الذي إذا ضاق يقول : أيقظوه ليأتي، فآتِ إلى جانبه برأسٍ مائل. وفي الأشهر الأخيرة عقدت معه صفقة أن نقرأ كتابين، كان الأول كتاب أحمد المرزوقي " الزنزانة رقم ١٠" وأعجبه كثيرًا وأخذ يناقشني فيه، فاقترحت عليه أن نكمل القراءة ونقرأ في ذات السياق "حدائق الملك" فأعجبه الكتاب أيضًا أو قل انه استسلم لملل المرض ووجد ما يسليه.

وعندما توفي رحمه الله وجدت في جهاز الآيباد خاصته أنه قد بدأ بكتاب ثالث ولم يكمله، فكان أول كتاب أقرأه بعد وفاته وكأنني أكمل مسيرته.

رحمه الله وغفر له، لم يغب يومًا عن ذهني مذ مات