Get Mystery Box with random crypto!

#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة2) القسم | علي‌رضا بناهیان

#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة2) القسم الرابع

الشهيد مطهري: بعد قصّة أصحاب الفيل، اعتقد أبناء الجزيرة العربية بالكعبة اعتقادًا رهيبًا، ومن هنا تبلور غرور قريش
من نماذج اغترار اليهود والنصارى بدينهم
إن غرور واستكبار وطغيان المؤمنين يشكّل صراع القرءان الرئيس


فلأقرأ عليكم قول الشهيد مطهري(ره) أيضا في هذا الخصوص: «كانت لمكّة في الجزيرة العربية شأن عجيب من الناحية الروحية. بعد عام الفيل وقصة أصحاب الفيل الذين غزوا مكّة وهزموا بذاك الوضع العجيب، اعتقد أبناء الجزيرة العربية جميعًا بالكعبة اعتقادًا باهرًا بعنوان المعبد العظيم. ومن هنا تبلور غرور قريش.» أرأيت فإن هؤلاء قد جابهوا النبيّ(ص) بغرورهم، وهذا ما لابدّ أن نعرفه. ثم قال: «لقد جعلت قريش ذلك حكرًا لنفسها وقالت نعم هذه الكعبة لها هذا الشأن والاحترام بحيث يغزوها جيش جرّار، فينزل عليه عذاب من السماء لم يُبقِ منهم باقية، فانظروا مدى خطرنا وأهميّتنا!» هذه كلمات الشهيد مطهري. نقلتها لكي يهون القبول بها على من يشكّ في هذا التحليل. ومن المؤكد أنه لا يزال مجال التفكير والتحليل مفتوحًا للجميع.

ثم يقول الشهيد مطهري في تكملة حديثه: «لقد اعترى قريش بعد ذلك غرور عجيب، كما حصل لهم شأن الطاعة والامتثال من قبل سائر أبناء الجزيرة العربية.» لقد ذهب رسول الله(ص) إلى طائف ولكن لم يؤمن به أحد. قالوا: أفهل نجرؤ نحن أن نتحدّى قريش قبل أن تؤمن هي؟ «كان سوق مكّة عامرًا، فكان بوسع قريش أن يتحكّموا في الناس كيف ما يشاؤون، وكان الناس يطيعونهم.» «الإمامة والقيادة (امامت و رهبری)/ص124ـ 125»

من المهمّ جدّا أن نرى الساحة جيّدا. إن آيات القرءان في هذا المجال لكثيرة. وطبعا لا تشير آيات القرآن إلى اغترار أهل مكّة وقريش فحسب. فعلى سبيل المثال يستنكر القرءان على اليهود أن لماذا قد بلغ بكم الغرور إلى أن حسبتم أنفسكم شعب الله المختار؟ فإن كنتم صادقين في زعمكم فتمنوا الموت؛ (قُلْ یا أَیُّهَا الَّذینَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّکُمْ أَوْلِیاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ کُنْتُمْ صادِقین) [الجمعة/6] هذا ما ينمّ عن غرورهم المترسّخ في شخصيتهم.

جاء نصارى نجران إلى رسول الله(ص) ليناظروه، ولكن كانوا عازمين من قبل على أن يدعوا عدم اقتناعهم بعد الحوار مع رسول الله(ص). وهذا له وقعه السلبي ويجعل والمناظرة حربًا نفسيّة ضد الإسلام. فجاء هؤلاء ثم انتهى أمرهم إلى المباهلة. حينما جاءوا إلى المدينة لم يحتفِ بهم رسول الله(ص) إلى ثلاثة أيام. فتساءلوا عن السبب؟ هذا الرجل الذي يدعو الجميع ويحتفي بهم فليدعنا نحن أيضا. قيل: لا أحد يعرف ضمير النبي(ص) ومغزى أفعاله غير علي بن أبي طالب(ع)، فاذهبوا إليه واسألوه. حينما جاءوا إلى أمير المؤمنين(ع) قال لهم: أي زي هذا الذي ارتديتموه من الفخر والغرور؟ فلن يستقبلكم النبي(ص) بأزياءكم هذه التي تنمّ عن الزهو والكبر. فرجعوا وغيّروا أزياءهم. هذا نموذج بسيط.

أريد أن أذكر مدى أهمية موضوع غرور المؤمنين واستكبارهم وطغيانهم. أفهل نحن الآن نبالغ فجعلناها قضيّة؟ ليتنا نستطيع الآن أن نستفتي جميع المشاهدين ونسألهم هل تريدون أن نقرأ عليكم جميع الآيات القرءانية في هذا المجال أم نمشي في الموضوع؟ فإذا رحب البرنامج واقتضى ذلك، نستقرئ الآيات القرءانية بالتفصيل. لقد طرح الله هذه القضية بكل قوّة وكأنها تشكّل صراع القرءان الرئيس.

ولكن الآن ومن أجل أن نرى هل أن اغترار المؤمنين هي قضية القرءان الرئيسة أم لا، أقرأ عليكم آية واحدة من القرءان. هناك سؤال وهو أن عرب الجاهلية قد اغتروا جرّاء إيمانهم والمعاجز التي شاهدوها وجوارهم للكعبة، فما هو الضمان يا رسول الله(ص) بعد بعثتك وبعد ما يضاف إلى تاريخ قريش من معاجز وكرامات أن لا يغتر المؤمنون؟ إذ تبيّن أن الإيمان والتديّن مدعاة إلى الغرور! أوهل قد صُرِّح بهذه الحقيقة في آية من القرءان أم لا؟ إذ من المفترض أن تكون قضية مهمّة! وإن أهمية التحدّث بالكلام الصحيح لا ترقى إلى مدى أهمية التحدّث بالكلام المهم. إن درك مدى أهمية وأولوية حديثٍ ما لمهمّ جدا. فإذا صوّر الإنسان أمرًا غير مهمّ مهمًا، فإن له تأثيرا سلبيّا جدّا، ولو كان الأمر صحيصًا. لذلك أرجو المشاهدين أن يقيّموا «هل أن قضية اغترار المؤمنين لقضيّة مهمّة في القرءان أم لا؟»


سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ برنامج عند السحر في قناة أفق الإيرانية
أسحار شهر رمضان عام 1443

@PanahianAR