🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة4) | علي‌رضا بناهیان

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة4) القسم العاشر

ليس هناك كلام دينيّ عارٍ عن الفائدة الدنيويّة
مجتمعنا بحاجة إلى ثورة لإزالة سوء التفاهم ليعرف الناس ما هو هدف الدين أصلًا


فماذا يصنع الدين إذن؟ الدين، من الناحية النفسيّة، يوصلك إلى حالة من التوازن، وسنوضّح هذا في الليالي القادمة. نريد أن نتحدّث حول سبل نيل الاستقلاليّة من وجهة نظر علم النفس واضعين القرآن الكريم والقيامة جانبًا، على حدّ توصية الشهيد الصدر(ره)، وقول الإمام الخامنئي(دام ظله)، والإمام الخميني الراحل(ره).

لماذا الدين غريب في مجتمعنا؟ قال الشهيد الصدر في العام 1969م، أي منذ حوالي الخمسين عامًا: يجب أن تبيّنوا للناس الآثار الدنيويّة الواقعيّة للدين لكي يميلوا إليه... حسنٌ، على ماذا نحن اليوم نُحرق أعصابَنا؟ على أنّه: هذا المستوى من التضخّم غير جائز، لا يجوز أن تُعطَّل المصانع، يجب أن يعيش الناس في رفاهية.. هذه هي مؤشّرات التديّن والحسينيّة في المجتمع! وكذا: لا يجوز أن يتجبّر الغربُ علينا، لا بدّ أن ننتفع من امتيازاتنا في المنطقة والعالم.. "وماذا عندكم بعد؟". "لا كلام آخر لدينا، هذا كلّ ما في جعبتنا! كنّا نتكلّم على الصلاة والصيام والحجاب أيضًا.. تلك الأمور - في الحقيقة - هي لبلوغ هذه، وهذه هي لبلوغ تلك، فهما متلازمان.. نحن لا نملك كلامًا دينيًّا ليس له فائدة دنيويّة، إنّنا سنبلغ هذه المرحلة يومًا ما.

بعض وسائل الإعلام التي تبُثّ الأكاذيب، والتي أسمّي أنا أصحابَها بـ"البيبيسيّين الخبثاء" تسعى لبَثّ الفُرقة والشقاق في المجتمع، ومن الاختلافات الزائفة التي يبثّونها هي قولهم: "ثمّة في المجتمع طائفة شُغلها الشاغل هو الواقع الاجتماعي ولا شُغل لها بالدين، وطائفة أخرى شغلهم الشاغل هو الدين (بصفته الأوامر الإلهيّة) ولا دخل لها بالواقع الاجتماعي!" في حين أنّ الدين هو الذي أمرَنا بالاهتمام بالواقع الاجتماعي.. فلماذا هذا الكذب؟!

بل نحن لا نختلف على الإطلاق مع كلّ من يهتمّ بواقع المجتمع ومنافع الشعب. فإنّ قولنا: "إنّ علينا أن نسير نحو الاستقلاليّة" هو كلام إنساني بمقدار ما هو كلام ديني. نحن نقول: إنّ الاستقلاليّة أهمّ من الحرّيّة، والتجربة البشريّة تثبت هذا، وهذا بالطبع هو مقتضى النظرة الدينيّة أيضًا. نحن نريد إنقاذ أنفسنا، نسعى لتحقيق مصالح الشعب الحقيقيّة، لا نريد أن نبقى عاجزين حيارى، بل نصبوا إلى أفضل حياة، لقد استشهد الإمام الحسين(ع) لنعيش نحن أفضل حياة، وهذه كانت غاية الشهداء جميعًا.

مقترحي المحدّد هو: تعالوا في الدورة الحكوميّة الحاليّة وفي هذه الأجواء السياسيّة الجديدة ننهض بثورة في البلد لتبديد سوء التفاهم. مَن هو أكثر الناس قيمة؟ هو الذي يفجّر أكبر قدر من طاقات الشريحة الشابّة، ويُحدث أعظم ازدهار في اقتصاد المجتمع، ويحقّق أعلى إنتاجيّة في حياة أفراد الشعب وشغلهم، فلا يُبقي على عاطل واحد عن العمل.. وما هذا بكلام مبدئي، إنّه واقع المجتمع.

لقد عمد بعضهم، زورًا وبهتانًا، إلى تقسيم المجتمع إلى قسمين؛ مبدئي وغير مبدئي! ما معنى المبدئي أساسًا؟ القضيّةُ هنا هي قضيّة رُقِيّ الإنسان روحيًّا، قضيّة ازدهاره، قضيّةُ الحَدّ الأقصى من مصالح المجتمع، قضيّة أن يصبح الإنسان قويًّا.. لكن أمثال هؤلاء لا يسمحون لهذه الأصوات أن تصل مسامع الجماهير.

يحتاج مجتمعنا إلى ثورة لإزالة سوء التفاهم الحاصل ليعلم الناس أنّه: لأيّ شيء يهدف الدين؟ يهدف لرُقِيّ المجتمع وازدهاره، ذلك الرُقيّ والازدهار الذي إذا سمع به مخالفو الدين أيضًا قالوا: "لكنّ هذا جيّد جدًّا! لا بدّ أن نسير في هذا الاتّجاه!" هذا تحديدًا ما يطلبه الدين؛ «وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَه» (سورة البقرة/ الآية130)؛ أي: لا يترك الدين سوى الإنسان الجاهل!

ما هو هدفنا الآن من هذه المحاضرات في هذه الليالي؟ هدفنا هو تلك العظمة التي يستشعرها الإنسان في قلبه، واللذّة التي يجنيها من شعوره بالعزّة، وإنّ الله تعالى هو الوحيد الذي يُعير لإنسانيّتك، وحرّيّتك، واستقلاليّتك أهمّيّة، وإنّ كيفيّة التعاليم الدينيّة مصمَّمة بطريقة توصلك إلى ذروة هذه الاستقلاليّة، وستُصان قيمة إنسانيّتك، وقيمة استقلاليّتك حتّى من خلال عبوديّتك لربّك.


سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
03/ محرم/1443
اقرأ النص الكامل هنا:
Arabic.bayanmanavi.ir/post/1620

المحاضرة 3

@PanahianAR