🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة5) | علي‌رضا بناهیان

#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة5)

مراحل بلوغ الاستقلاليّة
المرحلة الأولى: "التفكير" | طلب الاستقلاليّة يبدأ من الفكر
في ماذا نفكّر؟ أوّلًا: في أنّه كم أنا أنشُد الاستقلاليّة بالفطرة؟


تحدّثنا في الليالي الماضية عن أهمّيّة الاستقلاليّة وناقشنا معًا بعض التحدّيات التي تواجه عمليّة تعزيز روح النزوع إلى الاستقلاليّة في الفرد والمجتمع، ففسّرنا الدين بالاستقلاليّة والمطالَبة بها، وتقوية روح النزوع إليها، وجعْل الإنسان مستقلًّا من ناحية، ورأينا – من ناحية أخرى – كيف يصار، خارج دائرة الدين وفي كلّ ما هو غير ديني، إلى استعباد الإنسان وإضعافه. أمّا في هذه المحاضرة فسأتطرّق إلى مراحل بلوغ الاستقلاليّة ونيل ذروتها ليكون بمنزلة خروج بخلاصة لموضوع الاستقلاليّة. ونودّ في الليالي القادمة تناول مواضيع أخرى، ومنها موضوع لا يختلف بالطبع عن موضوع الاستقلاليّة، نحاول من خلاله أن نرى ما هي "أطروحة الدين الأساسيّة لتَنشئتنا على الاستقلاليّة؟" وسنؤجّل البدء بالكلام على هذه الأطروحة إلى المحاضرة التالية.

ومن خلال المسألة التي أريد الكلام فيها في هذه الليلة ستغدو الأطروحات السابقة أكثر اتّساقًا بعض الشيء مع بعضها البعض وتكتمل أيضًا بطبيعة الحال، وهو ما سيجعلكم تضعون المواضيع التي طرحناها سلفًا في خانة "المراحل المتّبَعة لبلوغ الاستقلاليّة" وأهدافها وآثارها، ومن ثَمّ تستطيعون تنظيم أفكاركم في ما يتّصل بالمسار الذي ينتهجه المرء طلبًا للاستقلاليّة.

مسيرة الإنسان نحو الاستقلاليّة تبدأ من "الفكر"؛ أي من التفكير، وتحليل الأحوال والظروف الروحيّة والاجتماعيّة وما يجري في عالمنا هذا. إذن المرحلة الأولى من مراحل طلب الاستقلاليّة لا بدّ أن تبدأ من "التفكير".

بماذا نفكّر؟ أسأل الله تعالى أن يجري هذا الكلام – إن كان صائبًا – في شرايين مناهجنا التربويّة والتعليميّة، وفي مساجدنا، وعلى منابرنا لكي لا نشهد كلّ هذا التنصّل من الدين، فمن القبيح جدًّا أن نشهد هذا الحجم من التنصّل من الدين في المجتمع. لا ريب أن الذنب أوّلًا ذنب مناهجنا في التربية والتعليم الدينيَّين وأسلوب الدعوة إلى الدين الذي يُنتهَج في الحوزة العلميّة وفي مختلف مؤسّسات النظام الإسلامي الثقافيّة والتعليميّة، بكلّ ما تشكوه من نقاط الضعف التي نسأل الله تعالى أن تزول، وقد تحدّثنا في المحاضرة الفائتة في هذا الموضوع.

حسنٌ، من أين نبدأ إذا أردنا إزالة نقاط الضعف هذه؟ وفي أيّ الأشياء علينا أن نفكّر؟ أوّلًا: لنفكّر في أنّه: كم نحن ننشد الاستقلاليّة؟ الإنسان إن لم يفكّر فلن بتبادر إلى ذهنه، ولن يكتشف في نفسه، ولن يبلغ حالة من الوعي الذاتي من أنّه كَم الاستقلاليّة مهمّة عنده؟ فلا يرى نفسه إلّا وقد أمضى عمره كما تمضيه الخراف والأرقّاء، بل لن يرجع إلى نفسه مرّة واحدة ليقيّمها فيرى أنّه رقيقٌ يعيش حياة الأرقّاء، وأنّه بات يحيا كما تحيا الخراف!

إذن التفكّر في أنّه أساسًا: "كم أنا أهوى الاستقلال بالفطرة، وكم هو مهمّ عندي؟" قبل أن نغذّي الطفل أو المراهق، أو الشخص عمومًا، بمعلومات من الخارج ونقول له: "احفظ هذه المعلومات"، ولو كانت معلومات عن الله عزّ وجلّ والنبيّ الأعظم(ص) والمعاد والكثير غيرها من الأمور الحسنة، فليُعمَل أوّلًا على إحياء روح المطالبة بالاستقلاليّة عنده لكي يستطيع قول: "لا إله"، فعبارة "لا إله" هي الجزء الأوّل من ذكر التوحيد خاصّتنا، وإنّ مَن لا يرغب في قول: "لا إله"، فإنّه سينفُر حتّى من اسم "الله" من عبارة: "إلّا الله" إذا قلتَها له.


سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
04/ محرم/1443
اقرأ النص الكامل هنا:
Arabic.bayanmanavi.ir/post/1638

المحاضرة 4

@PanahianAR