🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

تحريف الدين هو من عوامل خَلْق الدواعش والمتغرّبين المناهضين لل | علي‌رضا بناهیان

تحريف الدين هو من عوامل خَلْق الدواعش والمتغرّبين المناهضين للدين (كبعض الشخصيّات والأحزاب السياسيّة)
المَهَمّة الأساسيّة التي نهض بها أمير المؤمنين(ع) هي الوقوف بوجه عمليّة تحريف الدين

إصلاح التصوّرات الباطلة عن الدين في رسالة أمير المؤمنين(ع) وكلامه | م1 (القسم الأول)

معظم المشاكل التي حصلَت بذريعة الحجاب منشؤها الفهم الخاطئ للدين في المجتمع.

علي رضا بناهیان

إنّ رسالة الإمام أمير المؤمنين(ع) ومَهَمَّته الأساسيّة بعد رسول الله(ص) هما أمر يتخطّى السياسة أو الاعتقاد بإمامته(ع). وفي ميسورنا أن نفهم هذه المَهَمّة من خلال ما رُوي عن رسول الله(ص) أنّه قال: «كُلَّما كانَ في الأُمَم السالِفَة يكونُ في هذه الأُمّة مِثْلُه حَذْوَ النَعلِ بالنَعل» (كمال الدين/ ج2/ ص576)؛ أي ما من شيء حدث في الأُمَم الغابرة بعد الأنبياء الماضين إلّا ويحصل بعدي في هذه الأمّة بحذافيره.

الذي حصل بعد الأنبياء الأقدمين هو تحريف الدين. لكن كيف حَرّفَت الأمم السابقة أديانها بعد أنبيائها؟ يقول الباري عزّ وجلّ في كتابه العزيز: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِه) (المائدة/ الآية13)؛ أي: لقد غيّروا معاني كلام الله! وذلك - على حدّ قول العلّامة الطباطبائي(ره) - "بتفسيرها بما لا يرضى به الله سبحانه وبإسقاط أو زيادة أو تغيير" (الميزان في تفسير القرآن/ ج5، ص241)؛ أي يغيرون ما أراداه الله لحكم أو كلام من معنى ويجعلونه بمعنًى آخر.

ولا تقتصر قصّة تحريف الدين على الأمم الغابرة، فنحن في زماننا أيضًا مُبتلون بهذه الظاهرة، على أقلّ تقدير بالفهم الخاطئ للدين. وإنّ لتحريف الدين في زماننا بضع نتائج سيّئة: فهو إمّا أن يُنتج متديّنًا جاهلًا، مثل الدواعش، أو متملّصًا من الدين كالمتغرّبين المناهضين للدين، أو متديّنين ضُعفاء لا ينضجون إلّا قليلًا.

لماذا يكره البعض الدين؟ ولماذا يمارس البعض الآخر الدين بشكل سيّئ؟ السبب هو أنّ الدين الذي عُرض عليهم دينٌ سيّئ ومحرَّف. ما يُظهره البعض تجاه الدين من عناد، أو ما برَز في الآونة الأخيرة من مشاكل بذريعة الحجاب معظمها ناشئ عن عَرض الدين بشكل سيّئ على المجتمع أو فهم المجتمع الخاطئ له. فلو أنّنا عرضنا تلك الصورة الأصيلة للدين لرأينا كم من المتملّصين من الدين سيبقون متملّصين منه.

في زماننا أيضًا نحن مبتلون بقضيّة تحريف الدين، أو على الأقل بالفهم الخاطئ له. وهنا سؤال: "هل الدين الذي في حوزتنا محرَّف تمامًا؟" على الرغم من أنّ مساعٍ حثيثة بُذلَت لتحريف الدين بعد رسول الله(ص) إلّا أّن اختلاف نبيّنا(ص) عن الأنبياء الماضين يَكمُن في أنّ أئمّة أهل البيت(ع)، ومن خلال الدور الذي نهضوا به بعد النبي(ص)، استطاعوا الوقوف بوجه التحريف الكامل للدين.


المكان: برنامج "شهري"، القناة الثالثة في التلفزيون الإيراني
الزمان: سحر الأول من شهر رمضان المبارك1444 - 23/ آذار/ 2023

@PanahianAR