إصلاح التصوّرات الباطلة عن الدين في رسالة أمير المؤمنين(ع) وكل | عليرضا بناهیان
إصلاح التصوّرات الباطلة عن الدين في رسالة أمير المؤمنين(ع) وكلامه | م1 (القسم الثاني)
يتجسّد تحريف الدين في زماننا بصورة "التصوّرات الباطلة عن الدين". تحريف الدين هو تيّار سايكولوجي يُبتلى به المتديّنون عامّة. الاختلاف الشديد بين المؤمنين الذي تشير إليه الأخبار في آخر الزمان سببه التفاسير الخاطئة للدين.
علي رضا بناهیان
ولا بدّ هنا من توضيح ما يلي: حين نتحدّث حول تحريف الدين فإنّنا نتناول موضوع الدين بشكل إجمالي، وليس موضوعنا اختلاف المذاهب الإسلاميّة؛ بمعنى أنّه من الممكن أن أكون شيعيًّا اثنَي عشريًّا وأكون فريسة آفات تحريف الدين أيضًا، بمعزل عن موضوع العقيدة! إذ إنّ البعض يتصوّر أنّ النزاع يدور حول هذه العقيدة وحسب.
بحسب الأخبار فإنّ معظم الامتحانات والفتن التي ستحصل في آخر الزمان هي لغربلة المؤمنين المعتقدين بالأئمّة الاثني عشر(ع)! فلو أنّنا نظرنا إلى قضيّة تحريف الدين على أنّها تيّار سايكولوجي يُبتلى به المتديّنون عامّة، فقد نكون نحن أيضًا عُرضَة له حتّى مع اعتقادنا بإمامة أئمّة أهل البيت(ع).
نشاهد كيف أنّ الإمام أمير المؤمنين وأئمّة أهل البيت(ع) من وُلده وقفوا في زمانهم لمواجهة تحريف الدين. بالنسبة لزماننا هذا أنا لا أوَدّ استعمال مصطلح "تحريف الدين"، بل أستعمل عبارة "التصوّرات الباطلة عن الدين".
ينشُب بين المؤمنين بأهل البيت(ع) في آخر الزمان خلاف شديد يجُرّ إلى لَعْن بعضهم بعضًا؛ «...ويشهَدُ بعضُكم على بعض بالكفر ويلعَن بعضُكم بعضًا» (الغيبة للنعماني/ ص206).
رُوي عن النبيّ(ص) حول مَهَمّة الإمام أمير المؤمنين(ع) تجاه تحريف الدين ما مضومنه: سيحاربني أعداء الدين على تنزيل القرآن أمّا بعدي فسيقاتِل بعضُ أصحابي أعداءَ الدين على تأويل القرآن وتفسيره. فتساءل القوم عن أصحابه هؤلاء، فأشار النبيّ إلى علي(ع) وكان منشغلًا بخَصْف نَعل النبي(ص)؛ «إنّ منكم مَن يقاتلُ على التأويل كما قاتَلَ معي على التنزيل. فقال أبو بكر... فقال رسول الله(ص): لكنّه خاصِفُ النّعلِ (وأومَأ إلى عليّ بن أبي طالب(ع)) وإنّه المُقاتل على التأويل إذا تُركت سُنّتي ونُبذَت وحُرِّف كتاب الله...» (الإرشاد للشيخ المفيد/ ج1، ص123).
المكان: برنامج "شهري"، القناة الثالثة في التلفزيون الإيراني الزمان: سحر الأول من شهر رمضان المبارك1444 - 23/ آذار/ 2023
