بعض الكلام الأخلاقي والسياسي في مجتمعنا شبيه بكلام الخوارج ومع | عليرضا بناهیان
بعض الكلام الأخلاقي والسياسي في مجتمعنا شبيه بكلام الخوارج ومعاوية!
التصوّرات الباطلة عن الدين وإصلاحها في رسالة أمير المؤمنين(ع) وكلامه | م3 (القسم الأول)
لا ننخدعَنّ بالكلام الحقّ، فإنّ في كلّ كلام باطل بعض كلامٍ حقّ! يعمل تحريفُ الدين ما يجعل مثل ابن ملجم، الذي كان يعلّم الأحكام في المدينة، قاتلًا لعليّ(ع)!
علي رضا بناهیان
حين نجد أنفسنا أمام كلام باطل أو تحريف في الدين فلنكن على يقين بأنّه مخلوط بالكثير من كلام الحقّ، ولهذا لا ننخدعَنّ بالكلام الحقّ.
على أنّ الكلام أحيانًا يكون كلّه حَقّ، لكن يُراد به الخروج بنتائج باطلة، على حدّ قول الإمام أمير المؤمنين(ع): «كلمةُ حَقٍّ يُرادُ بها باطل» (نهج البلاغة/ الخطبة40)، وقد يكون الكلام، أحيانًا أخرى، حقًّا لكنّه ممزوج بالباطل: «يُؤخَذُ من هذا ضِغْثٌ ومن هذا ضِغثٌ فيُمزَجان» (نهج البلاغة/ الخطبة40).
يصنع تيّارُ تحريفِ الدين ما يجعل مثل ابن ملجم، الذي كان يومًا ما يُعلّم مسائل الأحكام في المدينة – يجعله يَخرُج بتقييم أخلاقيّ خاطئ عن أمير المؤمنين(ع) فإذا به يكون على استعداد لقتله!
لدَيَّ مقترح للإخوة من أهل البحث والتحقيق أن يعملوا دراسة على الكتُب والرسائل التي كان معاوية يكتبُها لأمير المؤمنين(ع) وما كانَ يُضَمِّنها من نصائح أخلاقيّة!
عندما تقرؤون رسائل معاوية تلك تجدون أنّه يكتبُها من منطلق الشفقة على إسلامِ الشخصِ المقابل؛ كأنْ يقول فيها: يا عليّ، إنّ سابقتَك في الإسلام عريقة فلا تفعل ما يُحبِط عملَك، فإنّ هذه آثار الحسَد! «فدَعْ الحسدَ فإنّك طالَما لم تنتفِعْ به، ولا تُفسِد سابِقةَ قَدَمِك بِشِرَّةِ نَخوَتِك... فإنّك إنْ تفعَلْ لا تَضُرُّ بذلك إلّا نفْسَكَ ولا تَمحَقُ إلّا عمَلَك» (وقعة صفين/ ص110).
لقد كان شعار معاوية: "لا أريد من عليّ سوى العدل، فليُسَلِّمنا قتَلَةَ عثمان"؛ «...فإنْ كان الأمرُ كما قُلتَ فأَمْكِنّا من قَتَلَة عثمان وادفعهم إلينا نقتلهم» (كتاب سليم بن قيس الهلالي/ ج2/ ص749). في النهاية لقد نجح معاوية بكلامه هذا باجتذابِ الكثيرين إليه وحشْدِ الجُندَ ضدّ أمير المؤمنين(ع).
المكان: برنامج "شهري"، القناة الثالثة في التلفزيون الإيراني الزمان: سحر الثالث من شهر رمضان المبارك1444 - 25/ آذار/ 2023
