🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

إصلاح التصوّرات الباطلة عن الدين في رسالة أمير المؤمنين(ع) وكل | علي‌رضا بناهیان

إصلاح التصوّرات الباطلة عن الدين في رسالة أمير المؤمنين(ع) وكلامه | م3 (القسم الثاني)

ستعمل الانحرافات في الدين على أن يقف البعض في مواجهة صاحب الزمان(عج).
الجاهليّة التي سيواجهها الإمام المهدي(عج) أشدّ من الجاهليّة في عهد النبي(ص)!
في الجاهليّة وقفوا ضدّ النبي(ص) بالكلام الأخلاقي؛ قالوا مثلًا: "إنّه يُفَرِّق شَمْل الأُسَر!"


علي رضا بناهیان

علينا أن نعرف التحريفات والانحرافات في الدين، فلو أنّنا قرأنا كتُبَ معاوية ومواعظَه الأخلاقيّة لأمير المؤمنين(ع) وطالَعنا ما قاله الخوارج ضدّه(ع) لاستطعنا أن نعرف أشباه هذه التحريفات في مجتمعنا، إذ نرى كيف أنّ البعض يتكلّم بنفس ذلك المنطق.

إنّ بعض أقوالنا وكلامنا الديني يشبه كلام الخوارج؛ كأنْ نوَدّ أن نُبَلّغ الدينَ وندعو إليه لكنّنا نتكلّم بما يشبه منطق الخوارج.. فتارةً نتكلّم كالخوارج أو كمعاوية في الأخلاقيّات، وتارةً أخرى نتحدّث بمنطق الخوارج في السياسة!

في الجاهليّة أيضًا وقف المشركون في مواجهة النبي(ص) بمنطق أخلاقي، فقد اجتمعوا لكي يقرِّروا بأيّ جُرْم يقتلون النبي(ص)، فقالوا في نهاية المطاف: "لنُعلن أنّه يبُثّ الشقاق بين أفراد العائلة الواحدة وإنّ مَن يفرّق المجتمع والأُسرة فحكمه القتل"؛ «وإنّ أقربَ القول لأنْ تقولوا ساحر فتقولوا هو ساحر يفرّق بين المرء وبين أبيه وبين المرء وبين أخيه وبين المرء وبين زوجته وبين المرء وعشيرته...» (دلائل النبوة/ ج2/ ص200).

بعد أن تولّى مولانا أمير المؤمنين(ع) إمامة الأمة قال قولًا من شأنه أن يلقي المزيد من الضوء على الأمور لتتبيّن لنا أكثر. يقول(ع): «ألا وإِنَّ بَلِيَّتكم قد عادَت كهَيأتِها يومَ‏ بعثَ اللهُ نبيّه(ص) (نهج البلاغة/ الخطبة16)؛ أي: إنكم اليوم في وضعٍ امتحنكم الله، وسيمتحنكم، به وسيؤدّي ذلك إلى غَربَلَتِكم، بالضبط كيومِ بعثَ الله فيه رسولَه(ص).

تعاطَى النبيُّ(ص) يومَ بُعِث مع نمطٍ من الجاهليّة، ثمّ تعاطى الإمام أمير المؤمنين(ع) في زمانه مع نمطٍ آخرَ منها، وسيتعاطى الإمام المهدي(عج) عند ظهوره مع نمطٍ مختلف من الجاهليّة.

في الخبر عن الإمام الصادق(ع)، بخصوص الجاهليّة التي ستكون عند ظهور الإمام المهدي(عج)، ما معناه أنّ جُهّال عصر الحجّة القائم(عج) سيكونون أشدّ في وقوفهم في وجهه(ع) من جُهّال عهد النبي(ص)، فالنبيّ(ص) حاولَ إخراجَ جماعةٍ من عبَدَة الأصنام من جهالتهم، أمّا القائم(عج) فسيواجهونه بالقرآن وبتفسيره؛ «إنّ قائمَنا إذا قامَ استقبلَ منْ جَهْلِ الناسِ أَشَدَّ ممّا استقبَلَه رسولُ الله(ص) من جُهّالِ الجاهليّة. قلتُ: وكيف ذاك؟ قالَ: إنّ رسولَ الله(ص) أتَى الناسَ وهُمْ يعبدون الحجارةَ والصخورَ والعيدانَ والخشبَ المنحوتَة، وإنّ قائمنا إذا قام أتَى الناسَ وكلُّهم يتأوّلُ عليه كتابَ الله يَحتَجّ عليهِ به‏!» (الغيبة للنعماني/ ص297).

إنّنا نتّجه نحو زمان ستَعمَل فيه الانحرافات في الدين على جَعل البعض يقف في مواجهة الإمام صاحب الزمان(عج). ستقع قبل الظهور فِتَن كثيرة، وستجري أيضًا توعية وتبيين بحيث يتميّز الحقّ من الباطل، لكنّ المواجهات مع الإمام(ع) ستنطلق للتوّ حين يقع الظهور! وإنّ البعض سيواجهه(عج) من خلال تفسير القرآن وتأويله.



المكان: برنامج "شهري"، القناة الثالثة في التلفزيون الإيراني
الزمان: سحر الثالث من شهر رمضان المبارك1444 - 25/ آذار/ 2023

@PanahianAR